واشنطن - أ ف ب - أعماق البحار المعتمة والغارقة في البرد ليست قاحلة البتّة. إذ أن آلاف الأنواع الحيوانية ومن بينها أنواع غريبة تعيش في كنفها في عمق يصل الى خمسة آلاف متر، وفق أبحاث لفريق دولي. وهذه الأبحاث جزء من مشروع لإصدار دليل للحياة البحرية (سانسوس أوف مارين لايف) ساهم فيه أكثر من ألفي عالم يتحدرون من ثمانين بلداً. ومنذ اطلق المشروع في العام 2000، تم إحصاء 17650 نوعاً من بينها أنواع عدة من السلاطعين والقريدس والدود، فضلاً عن كائنات حيوانية غريبة أخرى تعيش على عمق يتجاوز 200 متر، وهو الحدّ الفاصل لبلوغ أشعة الشمس. وتتأقلم معظم هذه الكائنات مع غذاء يتكون من غائط الحيوانات التي تعيش في المنطقة التي تنعم بالضوء أي في عمق يقل عن 200 متر. أما الأنواع الباقية فتتغذى من البكتيريا التي تفكك الهيدروكربونات والكبريت وغاز الميتان وهياكل الحيتان العظمية أيضاً التي تستقر في أعماق المحيطات. ويشير ادوارد وادين بيرج الذي يشرف على «نظام معلومات الجغرافية الحيوية في المحيطات» (أو بي أي اس) في «سانسوس أوف مارين لايف» الى انهم اكتشفوا، على ما توقعوا، تراجع عدد الأنواع على نحو كبير مع ارتفاع العمق. غير أن علماء الأحياء هؤلاء استطاعوا تصنيف 5722 نوعاً الى اليوم موجودة على عمق يزيد على ألف متر. br / ومن بين الأنواع المذهلة التي اكتشفتها البعثات المختلفة، يتوقف الباحثون عند نوع من الأسماك «غريب ومستطيل وبرتقالي اللون» من صنف يعرف علمياً ب «نيوسييما» التقط في عمق يتراوح بين 2000 و2500 متر، في العمق البحري في وسط المحيط الأطلسي. والى اليوم لم يتم التقاط سوى خمسة نماذج منه. أما الحيوان الغريب الثاني فوجد في المنطقة نفسها على عمق يتراوح بين 1000 و3000 متر، وهو يذكر بالفيل الطائر «دامبو» الذي ابتكرته استوديوات «ديزني» وذلك بسبب أذنيه التي يستخدمها كزعانف. وبلغ طول النموذج الذي التقطه أفراد البعثة نحو مترين فيما كان يزن ستة كيلوغرامات. وسيتم الإفصاح عن المضمون النهائي لدليل «سانسوس» للأنواع البحرية في العالم وهو ثمرة أكثر من مئتي بعثة، في 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 في لندن.