لم يترك الإعلام لكاتبة مثلي شيء تقوله بعد أن حصدت ظاهرة الكرة المصرية الجزائرية كل الالقاب من «ملحمة» إلى «داحس والغبراء» إلى فشل سياسي الخ . وبما أن الاشارات إلى حجم الحماقات المتراكمة في هذا الحدث قد استنفذت فانني سأكتفي بواحدة، وهي تسجيل بلاغ تاريخي بأن هذه الحماقات التي رآها وتفرج عليها العالم وأخزتنا حتى عند أسرائيل التي نسيت حربها معنا فاوصتنا بضبط النفس هي من فعل (الرجاجيل)! ومن موقعي هذا أطالب حملة لواء تأخير النساء والحجر عليهن وحرمانهن مجمل حقوقهن بحجة أنهن جنس يغلب عليه العاطفة أما أن يوحدوا المعايير أو يتركوا عنا تلك الأحاجي القديمة التي تصلح لجيل أمهاتنا، بعد أن أصبحت الموضة اليوم عند كل صوت أسلامي مهما بلغ من تقدمه ومهما قفز بسلم مطالباته الاصلاحية من الاجتماعي إلى السياسي والاقتصادي والفكري بأن يقف عند موضوع المرأة ويقول ليس هناك نص قرآني يمنعها ان تفعل كذا لكنها من جنس يغلب العاطفة وأسجل هنا سؤالا أعتراضيا هنا يقول «إن كان معيار من تغلبه العاطفة حسب تقديركم غير العلمي والدقيق، يحرم من حقوقه فبماذا يمكن أن يحكم التاريخ على جنس من الذكور شاهده العالم كله، غلبته الحماقة والتفاهة وقلة العقل وموت الضمير والكذب والنفاق والوحشية والدموية. ليس صحيحا أن من خلق هذه الحماقة الكبرى، هم «الغوغاء» ،وعامة الناس من جهلتها وسفهائها وأنهم حولوا اللعب إلى معركة دموية باسم الشرف والنخوة والكرامة والوطنية و السبب أن «الشعب عاوز يفرح لأنه مايبفرحش غير في الكورة»، بل شارك فيها مثقفون من اساتذة جامعة حللوا طبيعة المجتمع العدو في المباراة وعداءه التاريخي معه، وشارك فيها الإعلاميون والفنانون، و الوزراء والسفراء والتجار وخطوط الطيران، وسمعت أيضا أن حتى هيفاء وهبي شاركت فيها.!! سمعت تعليقا طريفا حول سبب نجاح مسلسل «باب الحارة»، يقول :«لأن هذا هو حقيقة الشعب العربي، حارة، وشعارات، وقهر نساء، ومضاربات بالعصي». باب الحارة الكروي هذا ليس مشروعا رياضيا فاشلا بسبب حماقاته، بل هو فشل مشروع التنمية الانساني الذي انتهى إلى وضع غالبية الشعب تحت خط الفقر وخط الجهل والحماقة، وفشل آخر لمشروع الخطاب الاسلامي السياسي الذي دجن تابعيه بمظاهر اكتسحت الشارعين المصري والجزائري بشكلانيتها لكنها كشفت عند أول أمتحان عن أن الدين المسيس لم يربي مؤمنا حقيقا يؤمن بحرمة النفس وحرمة الاعتداء على الناس باليد أو باللسان. أن ظاهرة مباراة القدم وشاعر المليون، وستار اكاديمي، وغيرها من المظاهر التي تبدأ لعبا وتنتهي بداحس والغبراء هي وثيقة عربية بامتياز تكشف عن تردي أجهزتنا ومؤسساتنا التربوية والفكرية والامنية وأننا لم ندخل بعد زمن التحضر، فلازلنا في زمن «الحارة». [email protected]