التحق أكثر من مليون طالب هذه السنة بمختلف المعاهد الجامعية في الجزائر وهو ما دفع المسؤولين إلى رفع موازنة قطاع التعليم العالي. واعتبر رئيس الجمهورية عبد العزيز بو تفليقة لدى افتتاحه السنة الجامعية في جامعة فرحات عباس في سطيف أن الجامعة أحرزت تقدماً مهماً، داعياً العقول الجزائرية في الخارج إلى العودة، في الوقت الذي يعيش القطاع على وقع احتجاجات الأساتذة المطالبين بحقوق مهنية واجتماعية غير بعيدة مما قاله الرئيس في خطابه. وتعيش الجامعات الجزائرية هذه الأيام على صفيح الاحتجاجات الساخن، وأعلن المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي (كناس) إضراباً منذ الخامس عشر من الشهر الجاري ولمدة أسبوعين سعياً إلى تحقيق المطالب التي تراكمت سنوات من دون استجابة من الوزارة، بحسب المحتجين. وقال رئيس (كناس) للإعلام المحلي أن المطالب تتوزع بين المهنية والاجتماعية وتتعلق بطلب إصدار مرسومين بإنشاء مجلس وطني لتقويم العمل الإداري وكذلك إنشاء مجلس للبحث وإعادة الاعتبار لأجهزة التسيير العلمية والتربوية إضافة إلى تسوية مشكلة السكن بالنسبة الى الأساتذة ومراجعة نظام التعويضات. إلى غير ذلك من المطالب التي تهدف إلى الرفع من مستوى التعليم العالي وإعطائه المكانة «التي تحدث عنها رئيس الجمهورية في خطابه الأخير أمام الأسرة الجامعية في سطيف»، بحسب المصدر نفسه. وكان بو تفليقة افتتح كما هو التقليد السنة الجامعية هذا العام من جامعة فرحات عباس وتحدث في خطابه عن حتمية مراعاة الجامعة للمحيط الاقتصادي الذي تعيش فيه مشيراً إلى ضرورة «إرساء أطر عمل مشتركة بين الجامعات ومراكز البحث من جهة والمؤسسات الاقتصادية والهيئات الوطنية من جهة أخرى»، مشدداً على ضرورة الاستمرار في الرفع من مستوى الجامعات. وعبر الرئيس عن سعادته وارتياحه الى «التقدم الذي أحرزته الجامعة الجزائرية التي باتت المدارس الأميركية تسعى وراء منتوجها». كما شكلت دعوة بوتفليقة العقول الجزائرية المقيمة في الخارج أبرز نقاط خطابه اذ اعترف بضرورة إعادة النظر في نظام التعويضات ( الأجور) بالنسبة الى الأساتذة الباحثين، ليس فقط لوضع حد «لنزيف» العقول الذي يعرفه البلد، ولكن أيضاً من أجل استقطاب العقول الجزائرية المقيمة في الخارج حتى إن اقتضى الأمر منح الأجور التي يحصلون عليها في أميركا داعياً إلى «تنظيم الكفاءات الوطنية والاستفادة من خبرات الباحثين الجزائريين المقيمين في الخارج وضمان انخراطهم في الجهد الوطني لترقية البحث .. بغرض تكوين نواة صلبة من الخبرات الوطنية لتجسيد مقاصد السياسة الوطنية للبحث العلمي والتطور التكنولوجي» ومنتقداً في ذات السياق الطلبة الجزائريين الذين يدرسون بمنح جزائرية ويفضلون البقاء في البلدان التي درسوا فيها . لقد بات من التقاليد أن يختار رئيس الجمهورية كل سنة جامعة في الجزائر لافتتاح السنة الجامعية فيها وعادة ما يقرن نشاطه بتدشين هياكل جامعية كما حدث هذه السنة في جامعة فرحات حيث دشن القطب الجامعي البارز (غرب مدينة سطيف) صالون الإبداع إضافة إلى مجمع كبير جديد من المرافق الجامعية يضم على وجه الخصوص كليلة للطب وأخرى للهندسة المعمارية وعلوم الأرض بقدرة استقبال إجمالية تناهز 12 ألف طالب. ويذكر ان الجامعات الجزائرية استقبلت هذه السنة 135 ألف طالب جديد ما يرفع عدد إجمالي الطلبة الدارسين في مختلف المعاهد والكليات إلى 1.164 مليون طالب، ما استلزم اتخاذ تدابير إضافية منها اقتراح رفع موازنة قطاع التعليم العالي إلى 173 بليون دينار (أي حوالى بليون يورو) في قانون المالية لسنة 2010 أما موازنة التجهيز فوصلت إلى حدود 112 بليون دينار في إطار البرنامج الخماسي 2010- 2014.