استبق الرئيس حسني مبارك لقاءه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز باتهام إسرائيل صراحة بأنها هي التي تقوض العملية السلمية، وحملها مسؤولية الجمود الحالي في العملية السلمية، وبلهجة حازمة طالبها بالكف عن ذلك. وقال مبارك في كلمة ألقاها أمس لمناسبة بدء الدورة البرلمانية الجديدة: «أقول بعبارات لا تحتمل اللبس إن إسرائيل تقوض فرص السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الأقصى ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف». وخاطب قادتها قائلاً: «إنكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي والتفاوض على حدود موقتة للدولة الفلسطينية ... أقول لهم (الإسرائيليين): اوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية ... ارفعوا حصاركم عن غزة. كفاكم تعنتاً ومراوغة وامتثلوا لنداء السلام». وأوضح مبارك: «في مطلع العام الحالي، لاحت فرصة جديدة لإحياء عملية السلام، إلا أن الآمال التي تطلعت إليها سريعاً ما تراجعت، ولا تزال جهود كسر الجمود الحالي تراوح مكانها وتصطدم بمواقف إسرائيلية متعنتة. وهي لا تقرن حديثها عن السلام بسياسات تستجيب لمرجعياته واستحاقاته». ودعا إلى «استئناف المفاوضات من حيث انتهت مع الحكومة الإسرائيلية السابقة ووفق إطار زمني محدد وضمانات واضحة ومفاوضات جادة تلتزم الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام من أجل تحقق السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وشدد على دعم بلاده كل جهد صادق ونزيه يوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشريف. وعلى صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية والجهود التي تبذلها مصر من أجل إنهاء الانقسام، أكد أن بلاده ستواصل جهودها من أجل استرداد الوفاق الوطني الفلسطيني، مشيراً الى ضغوط خارجية مورست على الفصائل الفلسطينية من أجل إفشال الجهود المصرية. وقال: «مصر ستواصل جهودها من أجل إنهاء الانقسام»، مضيفاً: «لن نفقد الأمل في إنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن». وأشار إلى الجهود المصرية التي بذلت منذ آذار (مارس) الماضي من أجل وفاق وطني يحقق المصالحة، وقال: «واصلنا هذه الجهود بالكثير من الصبر والمثابرة»، متهماً «ضغوطاً خارجية» لم يسمها، مكتفياً بكلمة «نعلم» بأنها مارست ضغوطاً على الفصائل لإفشال الجهود المصرية. وحذر مبارك من أن مصر لن تقبل المزيد من المماطلة أو أن تستمر في هذه الجهود إلى ما لا نهاية وقال: «على الفصائل أن تتحمل مسؤوليتها أمام شعب فلسطين وأمام التاريخ»، مشدداً على أن «إنهاء الانقسام مطلب ضروري للدفاع عن القضية الفلسطينية التي لها الأولوية الرئيسة في تحرك سياستنا الخارجية». ورأى أن «غياب السلام العادل هو الخطر الأكبر في منطقتنا على رغم تعدد المخاطر والتهديات المحدقة بالشرق الأوسط»، محذراً من تدخل إيران في الشأن العربي، وقال: «لن نتردد في اتخاذ مواقف تتصدى لمحاولة زعزعة الاستقرار وتحمي أمن مصر القومي في صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر وأمن الشرق الأوسط عموماً».