لا أعلم ما هي مشكلتنا مع الصور ومع التصوير.. ولا أعلم هل هي مشكلة متعلقة بمجتمعنا فقط أم تمتد لمجتمعات أخرى على رغم أنني في الحقيقة لم ألاحظها... فقد نكون المجتمع الوحيد الذي يضع حارسات أمن على البوابة في قاعة أفراح النساء وكل مسؤوليتهن تكمن في تسلّم الجوالات (أبوكاميرا) لوضعها في الأمانات لحين انتهاء حفلة الزفاف. أعلم يقيناً أن هناك بعض السيدات يتصرفن من دون ضمير ولا مسؤولية ويقمن بتصوير البعض من دون علمهن، ولا أدري حتى اللحظة لماذا؟ وكيف تعطي إحداهن الحق لنفسها أن تصور أحداً من دون علمه ومن دون أخذ موافقته الصريحة؟ هذه التصرفات غير المسؤولة سواء أكانت بالعشم أم لمحاولة إيذاء البعض ألا تقع ضمن دائرة الدين والأخلاق والضمير والحرية؟ لماذا لا نسمع في خطب الجمعة إشارة إلى حدود الآخر وحرمة التعدي على الآخرين ولو بفلاش كاميرا! الحادثة الأخيرة وهي لعريس انقلب يوم فرحه إلى حلبة مصارعة وملاكمة لأنه رغب هو وأهله في تصوير الزفة ورفض أهل العروس ذلك، ليصمم كل منهما على رأيه وينقلب الفرح وأصحابه إلى الشرطة، لتذهب العروس إلى بيت أهلها، ويقوم العريس بتقديم بلاغ تعدٍّ بالضرب. تصوير اللحظات السعيدة حق مشروع لكل إنسان، فبعض الأيام لها حلاوة خاصة، والرجوع إلى البوم الصور يجعل الإنسان يسترجع أيامه ولحظات السعادة والفرح والتخرج والولادة وغيرها، ألم يكن يجدر بالعائلتين الاتفاق على رغباتهما مسبقاً ليعرف كل منهما حدوده وحقوقه قبل يوم الفرح، حتى لا ينقلب الفرح إلى بلاغات ولكمات وغيرها ستدفع ثمنها العروس لو قُدِّر لها أن تستمر في هذه الزيجة التي توّجت بموقف غير حضاري. في إحدى أسواق الدمام ألقي القبض على شاب كان يجوب السوق ليلتقط صوراً للنساء المتسوّقات، ولا أعلم حتى اللحظة لماذا؟ من علّمه أن ذلك من حقه؟ وإذا كان لا يعلم حدوده فمن المسؤول عن هذا الخلل المنتشر كالهشيم في مجتمعنا؟ المطلوب الآن من وزارة التعليم وخطباء المساجد وأصحاب القنوات الالتفات إلى بعض السلوكيات المقلقة التي توحي وتدل بشدة على أننا ركزنا على الفرائض فقط وأركان الإسلام، ونسينا في خضم ذلك التركيز على السلوكيات التي تفضح قلة وعينا بأهمية الرقابة الداخلية ومعرفة حدود الآخرين، حتى تختفي ظواهر الرقابة الخارجية التي نراها في الأفراح وغيرها. [email protected]