قال قائد شرطة كركوك اللواء تورهان يوسف أمس، أن الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة في المدينة لن تمر دون عقاب، مشيراً الى أن الهدف من تصاعد العمليات المسلحة هو زعزعة الوضع الأمني وارباك ثقة المواطنين في أجهزة الأمن. وقال يوسف ل «الحياة» إن «التحقيقات ماضية لكشف مدبري تفجير سوق شعبية في كركوك الاثنين الماضي». وأوضح أن «أجهزة الأمن لن تقف مكتوفة الأيدي حيال الخروقات الأمنية والعبث بأرواح المواطنين وممتلكاتهم». وعن تكرار الهجمات وعودة ظاهرة العثور على الجثث المجهولة، اضافة الى استهداف منتسبين لأجهزة الأمن، أكد قائد شرطة المدينة أن «المجموعات المسلحة تسعى إلى إرباك الوضع الأمني لكن لدى القيادات الأمنية خططاً مستقبلية للحيلولة دون تنفيذ هجمات أو خروقات جديدة». وكان مسؤول أمني في قيادة شرطة كركوك قال ل «الحياة» إن «جثتين مجهولتي الهوية ومعصوبتي العينين عليهما آثار تعذيب عُثر عليهما في منطقة القادسية والحي الصناعي». وأوضح أن «التحقيقات الأمنية تمكنت من معرفة هوية احدى الجثتين وهي لشاهين محمد محمود الذي كان اختفى منذ أسبوعين». وقال قائد شرطة الأقضية والنواحي العميد سرحد قادر إن «التحقيقات مستمرة في شأن خطف تاجر معروف في المدينة». وأشار الى أن «الهدف من خطف التجار وأبناء الأسر الغنية هو تمويل المجموعات المسلحة بعد مساومة أسرهم على مبالغ مالية باهظة في مقابل اطلاقهم». وكان رئيس مجلس محافظة كركوك رزكار علي القيادي في حزب الرئيس جلال طالباني استنكر الهجوم الذي استهدف سوقاً شعبية الاثنين الماضي. وأوضح علي في بيان له أن «أوراق الجماعات الإرهابية الضالة باتت مكشوفة للجميع وهي إثارة الفتن والمشاكل بين مكونات شعبنا المتآخي وضرب العملية الديموقراطية في البلاد من خلال استهداف المواطن العراقي البريء دون استثناء». ويعتبر تنظيماً «الجماعة النقشبندية» المسلح الموالي لعزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق و«أنصار السنة»، من أبرز الجماعات المسلحة الناشطة في المدينة. وكان التنظيمان أعلنا مسؤوليتهما عن الهجمات المسلحة الأخيرة. ويؤكد العرب والتركمان في كركوك أن رفض الأكراد إشراك الأقليات الأخرى في إدارة الملف الأمني، سبب رئيسي للخروقات الحاصلة. وقال عضو مجلس المحافظة عن «التجمع الجمهوري العراقي» الشيخ عبدالله سامي العاصي ل «الحياة» إن «التردي الأمني يؤكد ضرورة إشراك بقية الأقليات في إدارة الملف الأمني. وعلى الجهات المسؤولة تغليب المصلحة الوطنية على الخلافات والمشكلات السياسية». لكن حكومة اقليم كردستان اعتبرت في بيان أن الهجمات الأخيرة هدفها نسف التعايش بين مكونات المدينة، معربة عن استعدادها لاستقبال الجرحى وإغاثة المتضررين من العمليات. وجاء في بيان لحكومة الإقليم أنها «تتمنى أن تتخذ في مدينة كركوك الإجراءات اللازمة لمنع الإرهابيين وأعداء الحرية في أن يشكلوا رعباً وتهديداً لحياة المواطنين المظلومين في كركوك».