عمل 140 عاملا وفنيا على مدى عشرة اشهر لحياكة كسوة الكعبة المشرفة التي انتهت وسلمت الى كبير السدنة عبد العزيز بن شيبة الذي تتولى عائلته تسلم الثوب ومفاتيح الكعبة منذ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.وسلمت كسوة الكعبة المشرّفة كما جرت العادة في الاول من شهر ذي الحجة. وتحظى هذه الكسوة المصنوعة من الحرير الاسود الخالص باهتمام كبير لدى السعودية التي تفخر بكسوة اقدس بيت للمسلمين في العالم. ويجري العمل على صناعة الكسوة وحياكة ثوب الكعبة المشرّفة يدويا وباجهزة الكترونية, بخيط الحرير الاجود في العالم الذي يتم استيراده سنويا خصيصا من ايطاليا والمانيا, حسبما ذكر احمد بلعنتر مدير العلاقات العامة في الرئاسة العامة لكسوة الكعبة. ويجري العمل على صناعة الكسوة على قدم وساق بقرار من العاهل السعودي في مصنع مخصص اقيم بامر من الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في مكةالمكرمة لانجاز الكسوة للكعبة من الداخل والخارج. ويبلغ طول الثوب 14 مترا وتتم حياكته باسلاك من الفضة الخالصة بعد طلائها بماء الذهب وتطرز عليه ايات قرانية. ويصل طول الستارة التي تغطي الجزء العلوي من باب الكعبة المصنوع من 280 كلغ من الذهب الخالص, ثلاثة امتار. ولتغيير ثوب الكعبة مراسم خاصة تتلخص بغسلها بالماء سنويا من قبل امير مكة والمشرف العام لكسوة الكعبة قبل يوم واحد من عيد الاضحى عندما يكون الحجاج منشغلين في الوقوف على جبل عرفة, الركن الاساسي في الحج. ويضم المتحف المقام داخل مقر الرئاسة العامة لكسوة الكعبة نماذج عديدة لثوب الكعبة المشرّفة يعود تاريخ بعضها الى اكثر من مئتي عام عندما كان الثوب ياتي هدية من الهند او مصر, قبل ان يأمر الملك فهد بصناعتها في السعودية. وتفيد نشرة اعدتها وزارة الاعلام والثقافة السعودية ان كسوة الكعبة تعود الى ما قبل الاسلام. وكان اول من كساها قبيلة قريش في مكة قبل ان يكسوها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتوالت كسوتها حتى الان. واوضح بلعنتر لعدد من الصحافيين خلال جولة ميدانية في المتحف ومصنع كسوة الكعبة, تفاصيل تاريخية عن قطع من ثوب الكعبة ومحتويات المسجد المكي واعمدته الخشبية القديمة في المتحف. وقال ان اول قطعة للثوب صنعت في مكة في 1346 هجرية (1928 ميلادية), موضحا ان اخر مرة قدم فيها الثوب الحريري المرصع بخيوط ذهبية هدية من حكومة هندية لكسوة الكعبة كانت قبل 87 عاما. وشدد على اهمية كسوة الكعبة لدى المسلمين الذين "يقدسون بيت الله الحرام ويحرصون على الحج اليه". وتبدو قطعة من ثوب غير مكتمل بين خيوط آلة قديمة للحياكة اليدوية في زواية المتحف الواقع على بعد عشرات الامتار من المصنع المخصص لحياكة وصناعة ثوب الكعبة. ويحرص الكثير من الحجاج على تقبيل الحجر الاسود في الزاوية الشرقية من الكعبة. ويعتقد عبد الغني بركة ذو الستين عاما وهو من تونس ان "من يلمس ثوب الكعبة محظوظ لانه يتبارك به". واضاف "انا سعيد لانني طفت حول الكعبة سبع مرات وتمكنت من لمس الثوب في الشوط الاخير". لكن رائد الحاج احمد (36 عاما) وهو من لبنان يرى ان لمس الثوب "ليس من مناسك الحج او الدين". واضاف "نقدس الكعبة ونقبل الحجر الاسود لان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قبّل الحجر الاسود بامر من ربه". وتزدحم باحة الكعبة على مدار الساعة في هذه الايام بمئات الاف الحجاج من الرجال والنساء وهم يطوفون بلباسهم الابيض حولها لاداء العمرة كاول ركن من اركان الحج قبل الوقوف بجبل عرفة المقرر الخميس بعد القادم.