إسلام آباد، ساراروغا (باكستان) - «الحياة»، رويترز - قتلت القوات الباكستانية امس، ثلاثة مسلحين في جنوب وزيرستان وجرحت 6 آخرين. ونقلت قناة «جيو تي في» الباكستانية عن مصادر أمنية ان القوات الباكستانية قتلت 3 من عناصر «طالبان» وجرحت 6 في منطقة أحمدوام في ساراروغا في إطار العملية المتواصلة في الإقليم منذ الشهر الماضي. وتتواصل عمليات البحث في المنطقة حيث عثر على أسلحة ومتفجرات، في الوقت الذي تتقدم القوات الباكستانية باتجاه معاقل «طالبان» هناك. وقال قادة باكستانيون ان القوات الباكستانية استولت على معظم قواعد «طالبان» الرئيسية في هجومها في جنوب وزيرستان وستنتشر قريباً في المناطق الريفية الوعرة لمطاردة المتشددين هناك. وتقدم الجنود على نحو أسرع من المتوقع في هجومهم المستمر منذ شهر واستولوا على الطرق الرئيسية وقواعد «طالبان»، لكن زعماء المتشددين اختفوا في ما يبدو بينما نفذ أتباعهم من المفجرين مجازر في المدن. ورحبت الولاياتالمتحدة التي تبحث خيارات في شأن كيفية وقف تمرد يزداد شدة في افغانستان بالهجوم، لكنها تحرص على ان ترى باكستان تتعامل مع فصائل «طالبان» الأفغانية المتمركزة في جيوب على امتداد الحدود لا تخضع للقانون. وأبلغ الناطق العسكري الميجر جنرال أطهر عباس الصحافيين في زيارة الى جنوب وزيرستان مع الجيش، بأن بعض المتمردين ربما تسللوا خارج المنطقة لكن عدداً كبيراً منهم اختبأوا. وقال عباس: «مازلنا نعتقد انه يوجد كثيرون منهم هنا. لقد ذهبوا الى مناطق الريف والغابات وإلى القرى والكهوف». وأضاف: «بعد تحقيق السيطرة الكاملة على الطرق والممرات سنطاردهم في مناطق الغابات وأينما كانوا يختبئون في الريف.» وأشار الى ان أكثر من 500 متشدد قتلوا في الهجوم الذي بدأ منذ 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كما قتل 70 جندياً. وفي ما يؤكد مخاوف من ان المتشددين تفرقوا ليستأنفوا القتال مستقبلاً اتصل زعيم «طالبان» في وادي سوات شمال غربي إسلام آباد بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ليقول انه هرب الى افغانستان وإنه سيشن قريباً هجمات ضد الجيش. وكان الجيش الذي طهر سوات من المتشددين اعلن في تموز (يوليو) الماضي انه يعتقد ان زعيم «طالبان» في الوادي فضل الله اصيب بجروح. وقالت الحكومة في ايلول انه محاصر. واصطحب الجيش الثلثاء الصحافيين الى معقل «طالبان» الذي تم الاستيلاء عليه في ساراروغا حيث قتل بيت الله محسود الزعيم السابق ل «طالبان باكستان» في هجوم صاروخي بطائرة أميركية من دون طيار في الخامس من آب (أغسطس) الماضي. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني وهو يزور النازحين من القتال انه يأمل بأن ينتهي هجوم جنوب وزيرستان أسرع من المتوقع وأن يتمكن المدنيون من العودة الى منازلهم. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الرئيس الأميركي باراك اوباما يأمل بأن يوجه الجيش الباكستاني اهتمامه المباشر قريباً الى فصائل «طالبان» الأفغانية وصعد ضغوطه على باكستان لكي تلاحقهم. وقال عباس ان الهزيمة المتوقعة ل «طالبان باكستان» في جنوب وزيرستان ستخلق احوالاً وفرصاً جديدة.