قمة جديدة بلغها المغامر اللبناني مكسيم شعيا أمس، على حدّ تعبيره. تمثلت بإصدار كتابه باللغة الإنكليزية «أحلام شاهقة – رحلتي إلى أعلى قمّة في العالم». وهو قصة رحلاته المثيرة والبالغة الخطورة إلى قمم الأرض السبع وإلى القطبين الشمالي والجنوبي. يقع الكتاب في 496 صفحة وتزينه 720 صورة ويتضمّن 16 فصلاً، ويبلغ وزنه 3.8 كلغ. ووضعه شعيا بالتعاون مع ريتشارد باسكن، أحد الكتّاب الأكثر مبيعاً حسب صحيفة «نيويورك تايمز» New York Times، من خلال تواصل يومي عبر الإنترنت. وأوضح شعيا أن الكتاب «رواية مفصّلة عن رحلاتي إلى زوايا الأرض الأربع، وعن الأحاسيس التي ولّدتها لديّ، من أعماق اليأس إلى نشوة الانتصار»، وأهداه «إلى شباب لبنان بلدي الصغير ذي القلب العملاق»، آملاً أن ينمّي فيهم إرادة مواجهة تحدّياتهم الشخصيّة وتسلّق قمم حياتهم الخاصّة. بدأ شعيا الإعداد للكتاب منذ أولى محاولات تسلقه القمم عام 2001، وهو كتاب وثائقي شيّق وخلاصة 100 ألف كلم مشياً ومثلها تسلّقاً ل12 قمة ورحلة في رحاب قطبين قام بها شخص واحد، وخطّ أكثر من مليون كلمة في مدونات يومية تضمنت مذكراته وأفكاره وملاحظاته وتعليقاته خلال هذه الرحلات (اختصرت ب55 ألف كلمة في الكتاب)، والتقط أثناءها 12 ألف صورة وسجّل 138 شريط فيديو. وصورة الغلاف التقطها لحظة بلوغه قمة افيرست واعتمدتها قناة «ديسكوفوري» لعرضها وثائقياً في حلقات عن تلك الرحلة الشهيرة. ويمهّد شعيا لكل فصل من الفصول ال16 بمثل شائع أو أسطورة. يليه تعريف بالمكان ومعلومات وافية، إلى تعليق مستفيض على الصور التي تشمل جوانب الحياة كلها في هذه الأمكنة القصية. ويوقّع شعيا كتابه في 3 و4 كانون الأوّل (ديسمبر) في «فيلاّ عوده – صوفيل» في الأشرفية، في إطار معرض بعنوان «رحلة ملهمة» يضمّ مشاهد بصريّة مذهلة وصوراً خلاّبة التُقطَت خلال رحلاته، إضافة إلى تذكارات خالدة عن مغامراته إلى أعلى قمّة من كلّ قارّة، وإلى القطبين. ويصف المناسبة ب «رحلة ملهمة» يأمل أن يحذو حذوها كثر في اهتماماتهم الشخصية. وأكدّ أنه يعدّ لخطوات وأفكار «جريئة» مقبلة. وقال شعيا إن بلوغ القمة هو فقط نصف الرحلة. وتعلّم كيف ينزل سفح الجبل المثلج، وهي مناورة بالغة التعقيد. وزاد: «الحياة سلسلة من القمم والمنجزات. ويجب أن نعود سالمين من كل محطة». وأشار إلى أن مغامراته علمته كيف يجد حلولاً حتى في صحراء ثلجية بعيدة جداً من الحضارة، «حين انقطع رباط المزلاج خاصتي في القطب كان الخيار أمامي إمّا أن أفقد صوابي وأجن، أو أن أصلحه. وقد أصلحته». يذكر أن الكتاب اعتمد ضمن أنشطة «بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009»، وسيخصص شعيا نسبة 5 في المئة من عائدات البيع لدعم حملات التشجير في لبنان. وكان شعيا (48 سنة) زرع العلم اللبناني في القطب الشمالي في 25 نيسان (أبريل) الماضي، وهو أول عربي يقوم بهذا الإنجاز. وبلغ قمة افيرست (8848 م) في 15 أيار (مايو) 2006، والقطب الجنوبي في 28 كانون الأول (ديسمبر) 2007. كما أنه الشخص الثاني عشر في التاريخ الذي ينتصر في تحدي بلوغ «الأقطاب الثلاثة والقمم السبع»، وأولهم البريطاني ديفيد هامبلتون آدامز عام 1998. والسابع عشر في التاريخ الذي يبلغ الأقطاب الثلاثة وتشمل القطبين الشمالي والجنوبي وقمة افيرست.