سلم قطب المعارضة الكويتية النائب السابق مسلم البراك نفسه لرجال الأمن ليل الأحد لتنفيذ حكم بسجنه سنتين، بعد ادانته بالإساءة الى الأمير الشيخ صباح الأحمد، في حين قال محاموه انهم سيطعنون بالحكم لدى محكمة التمييز. وجاء تسليم البراك نفسه للشرطة في ديوانه في ضاحية «الأندلس»، غرب العاصمة في ساعة متقدمة ليل الأحد - الإثنين، وكان محاطاً بمئات من مؤيديه الذين اشتبك بعضهم كلامياً مع الشرطة، غير انه دعاهم الى عدم «الاحتكاك بالأمن». وقال انه ذاهب الى السجن «فالوطن لا يصنعه الجبناء، وأي تغيير ايجابي لا يتم إلا بتقديم تضحيات». ودعا الى «استمرار العمل السلمي لإصلاح الدستور وإقامة حكومة منتخبة». وأضاف: «لي وطن آليت ألا أبيعه حتى لو كان الثمن حريتي وسجني وسأجعل جدران السجن تهتز بمبادئي». وتعود القضية التي سجن بسببها البراك الى خطاب ألقاه في تجمع كبير للمعارضة في تشرين ثاني (نوفمبر) 2012، حين وجه كلامه الى الأمير، مطالباً بالتزام الدستور وعدم الخروج عليه، واعتبرت النيابة العامة الخطاب مسيئاً إلى الأمير. وسعى محاموه الى إثبات ان الخطاب يقع ضمن النصح السياسي لا الإساءة، غير ان محكمة الدرجة الأولى قضت بسجنه خمس سنوات، وخففت محكمة الاستئناف العقوبة الى سنتين. وشغل البراك (59 سنة) مقعداً في مجلس الأمة بين 1996 و 2012 ثم قاد بعد ذلك حركة مقاطعة الانتخابات احتجاجاً على تغيير القانون، ما جعل مجلس الأمة (البرلمان) يخلو عمليًا من المعارضة وأدخل الكويت في جمود سياسي لا شك في ان سجنه سيزيده تعقيدًا. وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت أمس تعاطفاً كبيراً مع البراك من مؤيديه ودعوات الى تصعيد حملة المطالبة بالإصلاح.