«لأننا نريد أن تكون مدينتنا ناصعة البياض كالفل والياسمين الذي يزين تراثنا الدمشقي وذاكرتنا، ولأننا ندرك تماماً أن الظواهر السلبية التي تؤرقنا وتسيء إلى مظهر البلد وحضارته قابلة للزوال بمجهودنا ومحبتنا وإرادتنا عبر المبادرات الفردية والجماعية»... بهذه العبارات، يحاول منظمو «الحملة الأهلية للحفاظ على نظافة البلد» توضيح الهدف من حملتهم التي انطلقت على موقع «فايسبوك» كخطوة تسعى إلى توعية المواطنين بضرورة زيادة الاهتمام بنظافة بيئة دمشق. ومن بعض ما نصت عليه الحملة: «مواطننا لا يبخل أبداً على نظافة بيته الصغير ويبخل بشكل غير مفهوم على بيته الكبير»! «مواطننا ذاته الذي يلتزم قوانين النظافة والحفاظ على نظافة الشوارع والمدن خارج البلد... يعود إلى وطنه ويرمي كل ذلك خلف ظهره»... وانطلقت من «فايسبوك» أيضاً حملة أخرى تحت عنوان «لنغسل التعب عن بردى» تبنتها منظمات كشفية وبعض الجمعيات الأهلية في دمشق وتهدف إلى تركيز الاهتمام على نهر بردى الذي يعاني منذ سنوات مظاهر التلوث والجفاف. وفي سياق ذي صلة تصب حملة أخرى تحت عنوان «الفرات السوري مهمل ومريض»، يحاول القائمون عليها تسليط الضوء على مشاكل التلوث التي لحقت بنهر الفرات على مدى طوله البالغ 2940 كلم، منها 680 كلم في سورية. وتهدف هذه الحملة، بحسب نشوان مرزوك، منظمها، إلى «لفت النظر إلى الإهمال الذي أصاب نهر الفرات، ومحاولة إنقاذه من التشوه بسبب نفايات المصانع ومجاري الصرف الصحي»، كما يقول مرزوك. ويسعى منظمو هذه الحملات التي تدور في عالم افتراضي، إلى ربطها بنشاط على أرض الواقع، كل وفق اختصاصه. ويقول مرزوك: «من خلال عملي في مجال التصوير الفوتوغرافي وجهت دعوات إلى أصدقاء مصورين لإقامة ورشة عمل فوتوغرافية عن نهر الفرات، حيث سنستأجر قارباً ونتنقل به لتصوير مظاهر التشوه والتلوث الحاصل في الفرات. وفي نهاية الورشة نعتزم تنظيم معرض صور فوتوغرافية خاص بالنهر». ويتيح «فايسبوك» للمشتركين فيه إنشاء حملات، وإرسال دعوات للأصدقاء للمشاركة فيها، فبمجرد أن تصل الدعوة إلى الانضمام إلى الحملة إلى صديق، وما أن تلقى فكرة الحملة قبولاً واهتماماً لديه، يرسل دعوة جديدة إلى أصدقاء آخرين للمشاركة في الحملة، من خلال القوائم البريدية، وبذلك تنتشر فكرة الحملة ويكبر عدد المشاركين. وعلى رغم أن موقع «فايسبوك» محجوب في سورية، من قبل مزودي خدمة الانترنت في وزارة الاتصالات، لم يمنع ذلك السوريين من البحث عن وسائل لكسر الحظر معتمدين على برامج وطرق إلكترونية. وإطلاق الحملات الإلكترونية الاجتماعية التي تسعى إلى حشد أكبر عدد لمناصرة أهدافها، أمر لا يظهر فقط على «فايسبوك»، فقد كانت مواقع الكترونية سورية نظمت حملات الكترونية تسعى إلى دعم قضايا المجتمع، منها الحملة التي أطلقها موقع «نساء سورية» العام الفائت تحت عنوان «جنسيتي حق لي ولطفلي»، ويحاول الناشطون في الحملة الدفاع عن حق المرأة السورية في منح جنسيتها لطفلها وهو ما لم تحصل عليه السوريات بعد. ويزداد ظهور الحملات الإلكترونية يوماً بعد آخر، إذ يمنح الفضاء الإلكتروني وسائل تعبير مباشرة عن هموم المواطن مثل حملة «لا لقطع التيار الكهربائي» أو حملة «لا لظلم وإهمال الجزيرة السورية» التي يسعى منظموها إلى نشر حقائق وصور عما تتعرض له بعض المناطق الشرقية في سورية من إهمال، كما يقول منظم الحملة عامر مطر، (ويطلق اسم منطقة الجزيرة السورية على جزء من الأراضي الواقعة شرق سورية بين نهر الفرات ورافده الخابور). ويضيف مطر: «نسعى إلى نشر معلومات ودراسات عن ثروات هذه المنطقة وتاريخها الحضاري، وفي المقابل نورد في صفحتنا أخباراً عن الجفاف وتدني مستوى الخدمات فيها»، موضحاً أن الحملة تسعى الى تفعيل نشاطها على أرض الواقع بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة». ويبدو أن هذه الحملات الالكترونية لم تقتصر مواضيعها على الطابع الجدي وهموم المواطن، فبعض الحملات اتجه نحو الترفيه والمواضيع المتعلقة بالدراما وأخبار المشاهير. وخلال شهر رمضان الماضي تجمع مئات المعجبين بشخصية «معتز»، أحد أبطال مسلسل «باب الحارة» التي يقدمها الممثل السوري وائل شرف، لفتح ساحة حوار على موقع «فايسبوك» حول مميزات هذه الشخصية، ومدى إمكان توافر صفات الرجولة والشهامة في رجال هذا الزمان!