الفلفل الأسود نبات معمر، يقال أن موطنه الأصلي جنوب الهند، وأن العالم الأوروبي عرفه بفضل الأسكندر الكبير الذي جلبه معه من هناك. وتجود زراعة الفلفل في المناطق الرطبة، ولا يحتمل الظروف المناخية الجافة الطويلة الأمد، وتستعمل ثماره على نطاق واسع أكثر من 5 آلاف سنة كتابل لإضفاء نكهة مميزة على الأطعمة والمخللات، وكذلك استخدمه كعلاج لمداواة عدد من المشاكل الصحية. ويحتوي الفلفل الأسود على مركبات قلوية من أهمها البيبرين، والبروتينات والمعادن، وزيت طيار يتألف من مكونات مفيدة، من أهمها بيزابولين، وكامفين، وبيتا-سابولين، وبيتا-كاربوفيلين، وسيسكوتيربين . وليس من المبالغة القول ان طبق الطعام إلا بإضافة رشة من الفلفل السود عليه. وللفلفل الأسود منافع صحية كثيرة، فهو ينشط الدورة الدموية، ويبعث الدفء في الجسم، ويفتح الشهية على الطعام، ويحض عمليات الهضم خصوصاً البروتينات من خلال زيادة اطراح العصارة المعدية، ويخفف الغازات البطنية المثيرة للنفخة وتطبل البطن، ويمنع الإمساك، ويخفف آلام الأسنان وأوجاع المفاصل، كما يعمل كمطهر وقاتل ضد العوامل الميكروبية. ويملك الفلفل الأسود قدرة على حل مشكلة صعوبة البلع المنتشرة عند المتقدمين في السن، وفي هذا الإطار كشفت دراسة يابانية، أن رائحة زيت الفلفل الأسود تفيد في تحفيز مراكز الشم في المخ وبالتالي تحسن من صعوبة البلع. وتفيد دراسة أخرى حديثة نشرت قبل أشهر قليلة في مجلة "بريتش جورنال" لأمراض الجلد، قام بها باحثون من شعبة علم الوراثة والطب الجزيئي في جامعة كينغ كوليدج اللندنية بأن علاج داء البهاق باستعمال مادة البيبرين الموجودة في الفلفل موضعياً الى في جانب العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، يساهم في إعطاء نتائج أفضل إذ يقلل من عدد الجلسات العلاجية المطلوبة ويسرع من عملية استعادة الجلد للونه، كما يفضي هذا السلوك إلى تحقيق نتائج تجميلية أفضل من تلك التي يتم الحصول عليها من العلاجات التقليدية التي تهدف إلى حض الجسم، وتحديداً الخلايا الصباغية، على صنع المزيد من مادة الميلانين الملونة للجلد، وإذا صدقنا نتائج هذه الدراسة، فإن البقع البيض للجلد تستعيد لونها خلال فترة 6 أسابيع. وكما هو معلوم، فإن مرض البهاق يطاول واحد في المئة من الناس، ويعالج تقليدياً بمراهم حاوية على الكورتيزون أو أحد مشتقاته، أو باستعمال العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية. تناول الفلفل الأسود بكمية كبيرة يساهم في تخريش المعدة، ولا يجوز إعطاؤه في حال الإصابة بالقرحة الهضمية.