بكين - أ ف ب، رويترز - تعهد الرئيسان الأميركي باراك أوباما والصيني هو جينتاو أمس، بالعمل معاً على رغم الخلافات بينهما، في قضايا تشمل كوريا الشمالية وإيران والتجارة وخصوصاً «إنجاح» مؤتمر كوبنهاغن حول المناخ. وبدأ أوباما القسم السياسي من زيارته الأولى للصين بمحادثات ثنائية مع نظيره الصيني غداة لقاء مع الطلاب في شنغهاي الاثنين. والتحق أوباما بهو بعدما مر في سيارته الليموزين المصفحة بمحاذاة المدينة المحرمة وساحة تيانانمين المزينة بألوان علمي الصين والولاياتالمتحدة. وتعهد الرئيسان خلال مؤتمر صحافي لم يجيبا فيه على أسئلة بل اكتفيا بقراءة تصريحين مكتوبين، بالعمل على إقامة «علاقات تعاون إيجابية وشاملة»، مع إشارتهما الى الاختلافات بينهما لكن بشكل ديبلوماسي للغاية. وأقر الزعيمان بضرورة حض كوريا الشمالية على استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي. وقال الرئيس الصيني انه اتفق مع نظيره الاميركي على التمسك بالحوار والتشاور في السعي لإيجاد حل لمشكلة البرنامج النووي لكوريا الشمالية. كما اتفقا على اتباع سياسة مماثلة في التعامل مع إيران وبرنامجها النووي. وأعلن أوباما انهما اتفقا على تحذير إيران من أن عليها تحمل «تبعات» عرقلتها للمفاوضات حول ملفها النووي. إلا أن هو لم يكن جازماً مثل اوباما بل دعا الى حل عبر «الحوار والمفاوضات». وتعارض بكين دائماً فرض عقوبات على طهران. وحول مسألة التيبت المثيرة للجدل بين البلدين، دعا اوباما الى «استئناف الحوار بأسرع ما يمكن» بين بكين وممثلي الدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبت، لكنه شدد على أن «التيبت جزء من الصين». وأخيراً، قام اوباما في ظل برد قارس بزيارة المدينة المحرمة، المقر السابق للأباطرة والتي أغلقت أمام السائحين في هذه المناسبة، قبل مشاركته في مأدبة رسمية أقامها هو جينتاو على شرفه. ورحبت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بتعليقات اوباما في شنغهاي حول العلاقات الاميركية - الصينية لكنها تجاهلت تماماً تصريحاته حول حقوق الإنسان. وعنونت صحيفة «غلوبل تايمز» الصادرة باللغة الصينية والتابعة لصحيفة الشعب التي تعكس وجهة نظر قومية صينية جديدة: «اوباما يؤكد مجدداً أنه لا يرغب في احتواء الصين». من جهتها، شددت صحيفة «تشاينا دايلي» باللغة الانكليزية والمخصصة للأجانب على أن أوباما أعرب عن الأمل في ألا يسود الخصام بين الدولتين العظيمتين. وأضافت: «قال أوباما: هناك مكان لكلانا». واختارت «بكين تايمز» عبارة قالها الرئيس الأميركي عنواناً وهي أن «الولاياتالمتحدة تشعر بالارتياح لصين قوية مزدهرة وناجحة». وفي خطاب ألقاه في شنغهاي الاثنين خلال لقاء مع الطلاب، تحدث اوباما عن «توقعات جديدة لمستقبل العلاقات الثنائية أي تعزيز المبادلات بين الشعبين والاعتراف الثقافي»، كما أفادت «أخبار بكين» في افتتاحيتها. غير أن وسائل الإعلام الرسمية تجاهلت تعليقات اوباما على حقوق الإنسان وحديثه المقتضب عن الانترنت لمناسبة لقائه الاثنين مع الطلاب في شنغهاي. وقال اوباما إن «حرية التعبير والمعتقد والوصول الى الإعلام والمشاركة السياسية حقوق عالمية على ما نعتقد». وأشارت «بكين تايمز» الى أن اوباما شرح انه لا يستخدم توايتر المعرقلة منذ أشهر في الصين، وعبر عن دعمه شبكة انترنت حرة. كذلك نشرت «تشاينا دايلي» التعليق ذاته. وتعد الصين أكبر عدد من مستخدمي الانترنت في العالم حيث يبلغ عددهم 350 مليوناً. وفي حين يرى النظام ان الانترنت وسيلة حداثة يجب تطويرها، يفرض عليها رقابة صارمة تفادياً لتمكن المنشقين السياسيين من استخدامها كوسيلة تعبير أو تنظيم.