قال رئيس المركز القومي للترجمة في مصر الناقد جابر عصفور: «إن العولمة تعد من أهم التحديات التي تواجه الثقافة العربية»، واعتبرها أخطبوطاً رأسه موجود في المجتمع الغربي والأذرع هي المنظمات التي تتبع الغرب، ويستعين بها مثل منظمة التجارة العالمية والشركات متعددة الجنسية. وأضاف عصفور في محاضرة عنوانها «تحديات الثقافة العربية المعاصرة» ألقاها أخيراً في معرض الجماهيرية الدولي للكتاب في العاصمة الليبية طرابلس: «إنه من أجل التصدي لرياح العولمة يجب الدفاع عن هويتنا الثقافية العربية والحفاظ عليها من الاندثار، والدعوة إلى الحوار من خلالها، والإيمان بوحدة التنوع الثقافي على مستوى الفكر الإنساني». وأشار إلى أن من بين التحديات التي تواجه الثقافة العربية ما وصفه بالتبعية الاقتصادية والسياسية ومبدأ التقليد الغربي الذي ينتج عنها في نهاية الأمر تبعية ثقافية، معتبراً أن من يقلد كاتباً غربياً لن يكون إلا صورة زائفة عنه، وأشار إلى أن الأديب الحقيقي يجب أن يغوص في تراثه وجذوره ليقدم أدباً عالمياً». وتوقف عصفور عند تحد آخر يواجه الثقافة العربية يتمثل في المركزية الأميركية والأوروبية، قائلاً: «هناك الكثير من الكتّاب في أنحاء العالم كافة لا نعلم عنهم شيئاً، وذلك نتيجة لما زرعته الأجهزة الأيديولوجية للعولمة والتي هي محصورة في منطقة واحدة وفي عدد من اللغات». وفي ما يتعلق بالتحديات الداخلية التي تواجه الثقافة العربية، حدد عصفور هذه التحديات في التطرف الديني الذي وصفه بخطر يسمى «عولمة الإرهاب الديني والذي لا يقتصر على الدين الإسلامي بل يشمل الديانات كافة». ونبّه إلى التحدي المهم والأكثر خطورة وهو اللغة العربية التي مزقها صراع العاميات والتغريب. وعن انحدار التعليم في العالم العربي، أشار عصفور إلى أن هذا التحدي جعل العرب في خطر مروع، لأن الفارق كبير بين الدول الأوروبية والدول العربية حيث لم تحصل أية جامعة عربية من خلال الإحصاءات العالمية على أية مرتبة أمام الجامعات العالمية.