ينشط رئيس «كتلة المستقبل» النيابية سعد الحريري باتجاه قيادة «الجماعة الاسلامية» ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد محمد الصفدي، لحسم بعض النقاط العالقة التي ما زالت تؤخر اعلان اللائحة الائتلافية في طرابلس. والتقى الحريري أمس ميقاتي والصفدي بغية العمل من أجل تسريع ولادة اللائحة فيما انتهى اجتماعه أول من أمس بنائب الأمين العام ل «الجماعة الاسلامية» ابراهيم المصري الى تحقيق بعض التقدم على طريق التفاهم على الخريطة الانتخابية الجامعة بينهما. وفي المقابل، دخلت المشاورات بين القيادات الرئيسة في المعارضة الآن في اجازة نظراً الى سفر رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون أمس الى موسكو في زيارة تستمر ثلاثة أيام تاركاً وراءه مجموعة من النقاط العالقة في دوائر جزين وبعبدا - المتن الجنوبي وجبيل باعتبار أن من غير الممكن التوصل الى حل في واحدة منها من دون الأخرى بسبب ترابطها بعضها مع بعض. وفي معلومات «الحياة» أن قيادة «حزب الله» لن توقف مساعيها التوفيقية بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعون، بل ستبادر الى تكثيفها فور عودة الأخير من موسكو. وبحسب المعلومات، فإن المشاورات التي يتولاها الحزب بين حليفيه بري وعون المنقطعين عن التواصل، ما زالت في حاجة الى بذل المزيد من الجهود، خصوصاً أن «الجنرال» لا يزال يتحسس باستمرار من مرشح كتلة التنمية والتحرير في جزين النائب سمير عازار لأسباب يجهلها الأخير من ناحية ويحاول بري عبثاً ملامستها، إذ أنه لم يتوصل الى معرفة ما يريده عون بالضبط. ومع أن عون لا يزال يردد في مجالسه أن لا مجال للوصول الى تسوية، فأما هو أو عازار في جزين، استغربت مصادر في «أمل» أن يكون عون قال كلاماً كهذا، موضحة أن ما ينقله بعضهم عنه في هذا الشأن لم تتبلغه الحركة منه رسمياً. وكشفت المصادر نفسها أنها لا تفهم الأسباب التي دفعت مقربين من «التيار الوطني الحر» اتخاذ الموقف السلبي من عازار تارة بذريعة أنه لم يزره في الرابية وتارة أخرى أنه لم يستنفر محازبيه ليكونوا في استقبال عون عندما زار جزين أخيراً». وأضافت: «أن مسؤولي «التيار الوطني» في جزين كانوا التقوا عازار قبل يومين من موعد زيارة عون لها، وسألهم إذا كانوا يريدون منه أي مساعدة، وأجابوه بأنهم استكملوا كل التحضيرات لاستقباله وأنهم ينتظرون حضوره، فأكد لهم أنه سيشارك في المهرجان الذي سيقام في البلدة مبدياً استعداده لاستضافته في منزله وتكريمه». وتابعت: «اللقاء بين عازار ومسؤولي التيار الوطني في جزين كان ايجابياً، وعادوا ودعوه الى حضور العشاء الذي أقيم على شرف عون»، مشيرة الى أنه «لم يحدث أي اشكال لدى زيارة الأخير البلدة، وهذا ما يدعونا الى السؤال عن خلفية الموقف المسبق من عازار وكأن هناك من يحاول أن يصدر أحكامه على النيات من دون أي مبرر». بدورها لفتت مصادر مواكبة لحصيلة الاتصالات المتنقلة التي قام بها «حزب الله» حتى الآن بين عون و«أمل»، الى أن بري ليس على استعداد للتنازل عن حصته النيابية ترشحاً وانتخاباً، وهو لا يمانع في ترشيح المسؤول في «التيار الوطني» رمزي كنج عن المقعد الشيعي الثاني في بعبدا الى جانب مرشح الحزب النائب علي عمار، مكان مرشح حركة «أمل» طلال حاطوم مسؤول مكتب الاعلام المركزي في الحركة شرط أن يعوض عليه في بلاد جبيل عبر استبدال مرشح عون النائب عباس هاشم بمرشح آخر يتوافق على تسميته التحالف الشيعي. وعما إذا كانت المفاوضات بالواسطة التي يقودها «حزب الله» بين «أمل» وعون ستصل الى طريق مسدود، أجابت المصادر ذاتها أن «الأبواب لم توصد في وجه التسوية إنما على قاعدة اصرار بري على عدم المساس بترشح عازار في جزين باعتباره أحد أبرز الثوابت الذي لا غنى عنه، لكن على عون أن يتعامل مع خريطة الأسماء بواقعية ومن دون انفعال أو مكابرة». وكشفت المصادر أن تعليق المفاوضات غير المباشرة بين «أمل» وعون الى حين عودته من موسكو، لم يمنع عازار من تشغيل ماكينته الانتخابية استعداداً لمواجهة كل الاحتمالات في موازاة مبادرة «أمل» الى استنفار محازبيها في القرى الشيعية في جزين، على رغم أن أحداً من القيادات الرئيسة في المعارضة لم يفقد الأمل من امكان التوافق في اللحظة الأخيرة بما يوقف مسلسل التجاذب الحاصل بين عون و «أمل» من جهة، وعون وعازار من جهة ثانية. واستبعدت المصادر ما أخذ يتردد في الشارع الجزيني من أن المعارضة قد تضطر في حال استمر عون على تصلبه، الى خوض الانتخابات على لائحتين متنافستين في مواجهة لائحة ثالثة يجري التحضير لتأليفها ومن المرجح أن تضم النائب السابق ادمون رزق وكميل سرحال شقيق النائب الحالي بيار سرحال الذي استبعد عن خوض الانتخابات بسبب اضطرار الحزب للتنازل عنه كحليف لمصلحة المرشح الماروني زياد أسود مسؤول «التيار الوطني» في جزين. ولم تستبعد المصادر احتمال تعاون المرشح الكاثوليكي نقولا نديم سالم مع رزق وسرحال فيما سألت عن الدوافع التي أقنعت عون بنقل ترشيح العميد المتقاعد في الجيش اللبناني فوزي أبو فرحات من الزهراني الى جزين مع أن «الجنرال» كان رشحه سابقاً ليكون البديل من المرشح الكاثوليكي في قرى قضاء صيدا - الزهراني النائب ميشال موسى حليف بري في هذه الدائرة. وفي هذا السياق يتردد أن قرار عون نقل ترشح أبو فرحات من الزهراني الى جزين أحدث ارباكاً في صفوف «التيار الوطني»، إذ أن أكثر من مسؤول فيه كان أغدق الوعود بدعم ترشح المغترب الآتي من الولاياتالمتحدة الأميركية عصام صوايا للمقعد الكاثوليكي اضافة الى آخرين أبدوا استعدادهم لدعم منافس له.