جدد السلطان قابوس بن سعيد تمسك سلطنة عُمان ب «ثوابت لا تتغير» في سياستها الخارجية، بما يخدم الأمن والسلام، مؤكداً سعي دول مجلس التعاون الخليجي الى تحقيق «المزيد من العمل المشترك»، عشية القمة الخليجية المرتقبة في الكويت الشهر المقبل. وفي خطاب افتتح به دور الانعقاد السنوي لمجلس عُمان (يضم مجلسي الدولة والشورى)، وألقاه في حصن الشموخ أمام أعضاء المجلس وأعضاء السلك الديبلوماسي، أكد السلطان قابوس عزم السلطنة على استكمال خطط التنمية، واعداً المستثمرين العمانيين والأجانب بالتسهيلات اللازمة. وإذ شدد على إتاحة الدولة «الفرص المتكافئة» لجميع المواطنين في العمل والتعلم وتبوؤ المناصب «من دون تمييز أو تفرقة»، خص المرأة العمانية بحيز بارز من خطابه، داعياً إياها الى «الاستفادة من الفرص المتاحة لها، لإثبات جدارتها»، ونبّه الى ان «الوطن طائر لا يحلّق إلا بجناحيه» المرأة والرجل. وتزامن الخطاب مع احتفال السلطنة بعيدها الوطني التاسع والثلاثين، ومع استكمال الجولة السنوية للسلطان قابوس على الولايات العمانية. وذكّر قابوس بأنه يستعرض في الاجتماع السنوي أمام أعضاء مجلس عُمان ورئيسي مجلسي الدولة والشورى جوانب من مسيرة نهضة في السلطنة، مشيرا الى مشاريع «التنمية الشاملة»، ومؤكداً أنها «ماضية في طريقها المرسوم في مختلف أرجاء البلاد، خصوصاً في مجالات البنية الأساسية والصناعة والسياحة»، في إشارة ضمنية الى عدم تأثر خطط التنمية في سلطنة عُمان بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وتابع قابوس: «إذا كانت الدولة هي التي تقوم بمعظم المشروعات، فإننا ندعو المستثمرين، مواطنين وأجانب، الى المشاركة فيها بما يحقق الفائدة للجميع، وسيجد هؤلاء كل التسهيلات اللازمة». وشدد السلطان قابوس على تجربة المرأة العمانية، وأهمية مشاركتها في التنمية قائلاً: «أولينا منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة العمانية في مسيرة النهضة». وذكّر بتأمين فرص التعليم والتدريب والتوظيف لها، ودعم دورها ومكانتها في المجتمع. وزاد: «اكدنا ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبيّن واجباتها، وتجعلها قادرة على تحقيق الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها من اجل بناء وطنها وإعلاء شأنه». وأعلن تمسكه بهذا النهج لأن الوطن «يحتاج الى كل من الرجل والمرأة، فهو بلا ريب كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان احد هذين الجناحين مهيضاً منكسراً؟ هل يقوى على هذا التحليق؟». وأشار الى ندوة المرأة العمانية والتي نظِّمت في ولاية صُحار في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وخلصت الى توصيات اعتمِدت وتبنتها الدولة. ووجّه كلمة الى العمانية داعياً إياها الى «الاستفادة من كل الفرص التي مُنحت لها لإثبات جدارتها، وإظهار قدرتها في التغلب على ما يعترض طريقها من عقبات». ولفت مراقبون الى ان الاهتمام بقضايا المرأة ودورها شغل حيزاً بارزاً من خطاب قابوس، علماً ان للعمانية الآن العديد من المناصب الحكومية، وتقرر بعد ندوة أكتوبر تخصيص منح دراسية لخمسمئة فتاة كل سنة، من اجل إكمال دراساتهن الجامعية. وللمرأة الآن 14 مقعداً في مجلس الدولة (72 عضواً)، وتشارك في عضوية مجلس الشورى منذ العام 1994. لكن انتخاباته الأخيرة لم تسفر عن فوز أي مرشحة.