رسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون صورة قاتمة عن حالة الجياع في العالم في اليوم الاول من القمة التي دعت اليها منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة (فاو)، في مقرها الرئيسي في روما. وقال امام الحاضرين انه في هذا اليوم سيموت اكثر من 17 ألف طفل، بمعدل طفل كل خمس ثوان، او ستة ملايين في السنة. واضاف: «هذا غير مقبول. علينا أن نتحرك». غير ان التحرك الذي دعا اليه بان ظل يفتقر الى اجراءات عملية لمكافحة الفقر والجوع وسوء التغذية التي يعانيها معظم البلدان النامية في افريقيا وآسيا واميركا اللاتينية. وفي غياب قادة الدول الصناعية عن القمة لم يبق امام الحاضرين في روما سوى التنديد بسرقة موارد العالم النامي من قبل قوى الاستعمار السابقة، كما فعل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أو المطالبة ب «اعادة النظر في الآليات المتحكمة بالامن الغذائي». وهكذا فقد خرج رؤساء الدول والحكومات الذين شاركوا في القمة حول الأمن الغذائي، في اليوم الأول من أعمالها، بالتزام «اتخاذ إجراءات عاجلة بهدف القضاء على الجوع في العالم»، من دون أن يحددوا مهلة زمنية لتحقيق هذا «الهدف الاستراتيجي». وأكدوا «السهر على اتخاذ تدابير عاجلة لتقليص عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع وسوء التغذية إلى النصف بحلول السنة 2015». وغاب رؤساء الدول الصناعية الثماني عن القمة، مع انهم المعنيون مباشرة باقرار برنامج المساعدات لتحسين ظروف العيش في الدول النامية، وذلك بحجة مشاركة معظمهم في قمة «ابيك» في سنغافورة، ولم يحضر منهم سوى رئيس حكومة ايطاليا سيلفيو برلوسكوني، الذي وجد مناسبة انعقاد القمة لمحاربة الجوع فرصة للتغيب عن محاكمته في ميلانو بتهمة التهرب من دفع الضرائب والغش في حسابات شركاته الاعلامية. وكانت قمة مجموعة الثماني التي عقدت في تموز (يوليو) قررت تقديم 20 بليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة لتعزيز التنمية الزراعية ووضع استراتيجيات بعيدة المدى بعيداً عن المساعدات الغذائية الطارئة. يُذكر أن الالتزام بتقليص اعداد الجياع في العالم الى النصف شكّل أحد أهداف الألفية الذي سبق أن اكد عليه أعضاء مجموعة الثماني في حزيران (يونيو) العام 2008. وعلى رغم ذلك، ازداد عدد الجياع منذ ذلك التاريخ ليتجاوز البليون شخص هذه السنة. وأعلن المجتمعون في البيان الختامي الذي أذاعوه أمس (اف ب)، «عكس النزعة إلى خفض التمويلات الوطنية والدولية المخصصة للزراعة والأمن الغذائي والتنمية الريفية في البلدان النامية، والعمل من خلال خطوات لمواجهة المشاكل التي يطرحها التغير المناخي في مجال الأمن الغذائي». وشددوا على أن «التزاماتنا وتحركاتنا، لبلوغ هذه الأهداف الاستراتيجية، سترتكز على مبادئ روما الخمسة من أجل أمن غذائي عالمي مستدام». وتتمثل هذه المبادئ في «الاستثمار في خطط تمنح موارد لبرامج وشراكات مُعدة جيداً وتتمحور حول النتائج، والحفز على تنسيق استراتيجي على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية لتحسين الإدارة، وتشجيع تخصيص أفضل للموارد، وتفادي تداخل الجهود، وتبني مقاربة مزدوجة شاملة للأمن الغذائي تنطوي على تحرك مباشر لمعالجة فورية للجوع، وبرامج على المديين المتوسط والطويل في الزراعة المستدامة والأمن الغذائي». وتسعى منظمة الاغذية والزراعة الى تشجيع الدول النامية على مساعدة نفسها بدل الاعتماد على مساعدات الدول الغنية وحدها لتحسين ظروف مواطنيها. وعكس هذا الموقف ما قاله الامين العام للامم المتحدة من «ان مهمتنا ليست فقط اطعام الجياع بل توفير المساعدات لهم ليستطيعوا اطعام انفسهم». وفي هذا الاطار عرض رئيس البرازيل لويس ايناسيو دا سيلفا الخطة الاصلاحية التي اعتمدها والتي وفرت الفرص لاكثر من 20 مليون برازيلي للافلات من الجوع.