اعلن الرئيس العراقي جلال طالباني ان زيارته لباريس التي بدأها امس، «مهمة تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتعميقها في المجالات السياسية والعسكرية والثقافية اضافة الى الجوانب الاقتصادية والتجارية والنفطية». وبعد جلسة من المحادثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي، قال طالباني ان وزراء الخارجية والدفاع في العراق وفرنسا وقعوا اتفاقين، لم يكشف مضمونهما، مشيراً الى توقيع اتفاقات اخرى لاحقة. لكن الرئيس الفرنسي قال اثناء عشاء تكريما لنظيره العراقي «ان الاتفاق كان في مجال الدفاع». واضاف ساركوزي «ان مهمة بناء عراق حديث وديموقراطي مهمة هائلة» مشيراً الى ان «دعم دولة الحق اولوية». وشدد على ان بلاده «تأمل في التعاون مع العراق بموجب اتفاق الدفاع الذي وقع في بداية الزيارة». وذكر ان وكالة التطوير الفرنسية مستعدة لتكمل هذا النهج التعاوني الذي سيستكمل قريباً عبر مركز فرنسا للاعمال الذي سيؤسس في بغداد كما ان هيئة فرنسية زراعية ستساعد العراق في هذا المجال. وقال ان المدارس الفرنسية بدأت تعود الى العراق وان المركز الثقافي الفرنسي لم يغلق ابوابه وسيعيد نشاطاته كاملاً. وفي بغداد اتهم أحد قادة الصحوات تنظيم «القاعدة» بقتل 13 عنصراً من «الصحوة» في الرضوانية (غرب بغداد) انتقاماً لدورهم في محاربة التنظيمات المتشددة. لكن مصادر رسمية افادت ان «المعلومات الاولية تشير الى ان الحادث وقع بسبب نزاع عشائري». وقالت الشرطة «ان ستة من الضحايا نحروا في حين اطلق الجناة رصاصة قاتلة على الباقين. وذكر رئيس صحوة فلاحات التاجي الشيخ باسم الدليمي ان «بصمات القاعدة ظاهرة على المكان»، مشيراً الى ان «عملية اعدام الضحايا بالطريقة التي جرت فيها خير دليل على ضلوع التنظيم في الجريمة». وقال ل»الحياة» ان «معظم قادة الصحوات وعناصرها تعرضوا الى عمليات تصفية منظمة من جانب عناصر مدسوسة تعمل مع تنظيم القاعدة للانتقام منها لدورها في تطهير المناطق التي تسكنها من عناصر التنظيم وانهاء نفوذه فيها». وذكر محمد الزوبعي من منطقة العناز الواقعة بين الفلوجة وابو غريب ان «مسلحين يرتدون زي الجيش اقتحموا احد المنازل في المنطقة فجراً وقتلوا 6 أشخاص قبل ان يستولوا على شاحنات كانت في المكان». واضاف ان «المسلحين توجهوا على متن الشاحنات الى منزل الشيخ عطا الله الشكر بدعوى تفتيشه واقتادوا ثلاثة من اولاده واربعة من ابناء عمه واعدموهم خارج المنزل قبل ان يفروا الى جهة مجهولة». من جهة أخرى انفجرت سيارة مفخخة في سوق مزدحمة في كركوك أمس ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص واصابة ستة آخرين. سياسياً توقع مراقبون تأجيل موعد الانتخابات المقررة في 18 كانون الثاني (يناير) المقبل نتيجة استمرار المطالب التي يرفعها كبار المسؤولين بضرورة تعديل قانون الانتخابات الذي أقره البرلمان في 8 الشهر الجاري. وانضم الرئيس جلال طالباني ونائب رئيس الوزراء رافع العيساوي الى نائب الرئيس طارق الهاشمي في مطالبة البرلمان بتعديل بعض فقرات القانون، خصوصاً زيادة نسبة المقاعد التعويضية المخصصة للأقليات والعراقيين في الخارج وبعض القوائم من 5 الى 15 في المئة. وفي عمان استقبل الملك عبد الله الثاني أمس رئيس المجلس الاعلى العراقي عمار الحكيم وبحث معه في «العلاقات بين البلدين وآليات تطويرها في جميع المجالات». وأكد الملك عبد الله اكد خلال اللقاء «وقوف الاردن الى جانب العراق ودعمه الجهود لاستعادة أمنه واستقراره وتمكينه من تجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها».