تبدأ في روما اليوم أعمال القمة العالمية للأمن الغذائي في حضور 60 رئيس دولة وزعيم. ويحرس مقر القمة والمناطق المتاخمة لها أكثر من ألف رجل أمن على مدار الساعة طيلة أيام القمة الثلاثة. وتواجه القمة، التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أكثر من ملف، في مقدّمها ازدياد عدد الجياع في العالم، وتردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لملايين آخرين، بسبب الأزمة الاقتصادية التي لم تنته تردداتها بعد، ففاقمت الظروف المعيشية وزادت عدد الجياع والفقراء في العالم. وأشارت إحصاءات الأممالمتحدة، إلى أن طفلاً يموت كل 6 ثوان، بسب الجوع أو الأمراض المتصلة به. وكان المدير العام ل «فاو» جاك ضيوف، أطلق في مبادرة استبقت القمة لحضّ المجتمع الدولي على معالجة مأساة الجوع والفقر في العالم التي لا تحتمل التأجيل وتمسّ أكثر من بليون شخص في العالم، تحديداً في القارة الأفريقية، نداء دعا فيه إلى الإضراب عن الطعام 24 ساعة. واستجاب للنداء أمس، الذي نفّذه ضيوف أول من أمس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومحافظ روما جانّي آليمانو اللذان أضربا عن الطعام. واعتبر ضيوف أن إضرابه عن الطعام، يعبّر عن «الاحتجاج على الجوع في العالم». ودعا إلى «التضامن الجماعي مع الذين ينامون كل يوم من دون طعام». وتسعى القمة إلى حشد زخم متجدِّد في المعركة ضدّ الجوع وسوء التغذية، ومن المقرر أن يُلقي قداسة البابا بنيديكت السادس عشر البيان الافتتاحي للقمة، ويعقبه بان وضيوف. وأوضح بيان ل «فاو»، أن المنظمة «دعت إلى هذه القمّة في إطار سعيها إلى تعبئة الإرادة السياسية لحشد استثمارً مُتزايد للقطاع الزراعي، وتنشيط الجهود الدولية مُجدداً في الحرب على الجوع». ولفت إلى أن البُلدان المشاركة «تُعدّ لاعتماد إعلانٍ يصدُر في اليوم الأوّل من أعمال القمة». ويُلزِم المجتمع الدولي بالعمل على اجتثاث الجوع في أقرب وقتٍ ممكن، وإحقاق الحقّ الأساس في كفاية الغذاء للجميع. واستبقت قمة اليوم بأخرى «وردية»، جمعت قرينات رؤساء «حركة عدم الانحياز» ترأستها قرينة الرئيس المصري سوزان مبارك، للبحث في كيفيّة حفز قدرات المرأة للوصول إلى الموارد المُنتِجة الكفيلة بتقليص الجوع. ونقل موقع «فاو» الإلكتروني عن ضيوف خلال فترة إضرابه عن الطعام، التي بدأها أول من أمس 24 ساعة في ردهة الدخول في مقر المنظمة في روما، دعوته إلى «العمل على إنهاء لعنة الجوع وتضامُناً مع بليون إنسان من ضحايا سوء التغذية المُزمن». وناشد أصحاب النيّة الحسنة في كل مكان «الانضمام إليه في إضرابٍ عالمي عن الطعام نهاية هذا الأسبوع». وكان المدير العام ل «فاو»، قضى الليل بكامله في الردهة، وارتدى وشاحاً وقبّعة صوف ومعطفاً لدرء البرد، بعد وقف التدفئة في مقر المنظمة، وقبل أن يخلُد إلى النوم على وساد سفر مؤقت، أكمل يوم عمله بفحص الوثائق وتوقيعها والردّ على المكالمات الهاتفية. وتمنّى في تصريحات إلى مُراسلي الإعلام من خلال هذه المبادرات، أن «نرفع مستويات الوعي، ونزيد ضغط الرأي العامّ لضمان قدرة مَن يملكون تغيير هذه الوضعية على إنجاز ذلك». وأكد «توافر الوسائل التقنية والموارد لاستئصال الجوع من العالم»، معتبراً أن «المسألة تتعلق بالإرادة السياسية، وهي تتأثّر بالرأي العام». وأمل في أن «تساعد هذه المبادرة بالاشتراك مع الآخرين، على بلوغ هدفنا الماثل في خفض عدد الجياع حول العالم، وإنهاء معاناة الجوع، وتقليص عدد الأطفال الذين يقضون بسبب الجوع أو الأمراض المتصلة به».