طالب الاتحاد العربي للحديد والصلب الحكومات العربية في «قمة الصلب» التي اختتمت أعمالها في أبو ظبي أمس، بإجراءات لدعم هذه الصناعة في الدول العربية، في شكل لا يتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية. وأشار إلى الخفض الطوعي للأسعار الذي اعتمده معظم منتجي الصلب في أوقات سابقة. وأبدى رئيس مجلس إدارة الاتحاد احمد عز، تفاؤله حيال قدرة هذه الصناعة على تجاوز تداعيات أزمتي المال والاقتصاد العالميتين. وحذر من سياسات الإغراق التي تعتمدها شركات تجاه الأسواق العربية، حيث تسوق منتجاتها بأسعار اقل من تلك المعتمدة في بلد المنشأ، ما يؤثر على قدرة المنتجين العرب على المنافسة العادلة. وأكد قدرة الأسواق العربية على تحقيق معدلات نمو مرتفعة قياساً بمناطق أخرى من العالم، متوقعاً أن تدعم المشاريع التنموية في السعودية والإمارات ومصر والأردن وسورية وغيرها من الدول العربية، الطلب على منتجات الصلب خلال السنوات المقبلة، وان تشهد تلك الأسواق حركة ارتداد وتصحيح إيجابي في غضون الشهور التسعة المقبلة. وأشار الأمين العام للاتحاد محمد العيد الأشقر إلى التحديات التي تواجهها صناعة الصلب العربية مثل الإغراق والإجراءات الحمائية التي يتخذها بعض الدول، موضحاً ان تباين أسعار صرف العملات انعكس سلباً على القدرة التنافسية لمصانع الصلب العربية. ولفت إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية وأثرها على مستقبل صناعة الصلب العربية إذ تراجع الطلب في شكل ملحوظ نتيجة تباطؤ القطاع العقاري. ودعا الحكومات العربية إلى اتخاذ إجراءات لدعم صناعة الصلب التي تواجه منافسة غير منصفة، وتقليص الفارق الناتج من خفض أسعار العملة في الدول المصدرة له. وافتتح وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري أعمال القمة، مؤكداً أن الإمارات اعتمدت استراتيجية قائمة على دعم القطاع الصناعي، وتوجيه استثمارات ضخمة إلى هذا القطاع الحيوي لزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل. وأوضح أن مساهمة القطاع الصناعي في الناتج الإجمالي للإمارات ارتفع إلى نحو 27 في المئة عام 2007، لافتاً إلى أن إجمالي الاستثمارات الصناعية في الإمارات بلغ نهاية العام الماضي نحو 77 بليون درهم (20 بليون دولار). وناقش المؤتمر أيضاً اتجاهات النمو والتطور في أسواق الصلب في عدد من المناطق العالمية. وقضايا التملك والاندماج في صناعة الصلب العالمية وتأثيرها على أسواق الصلب العربية. وشارك في القمة 140 شركة من 37 دولة عربية وأجنبية تعمل في مجال إنتاج الحديد والصلب وتجارتهما، إضافة إلى جهات استشارية وشركات موردة لتقنيات الصناعة.