بعد اطلاق «كوانغميو نغسونغ 1» - وهو في المصطلح الكوري الشمالي قمر اصطناعي، و «اونها» صاروخ، و «تايبودونغ» صاروخ طويل المدى - في آب (اغسطس) 1998، أطلقت بيونغيانغ في 5 نيسان (ابريل) الجاري «كوانغميو نغسونغ 2». وعلى شاكلة الأول، لم يدخل «القمر» المفترض مداره. ولكن النظام الشمالي يزعم، على نحو ما زعم قبل 11 عاماً، خلاف هذا، ويثير سجالاً دولياً. وكان الصاروخ الأول حلق فوق اليابان. واجتاز 1550 كلم قبل أن ينفجر فوق المحيط الهادئ ويغرق في مياهه. وغداة 4 أيام على الواقعة، أعلنت وكالة بيانغيانغ الصحافية الرسمية أن قمراً اصطناعياً يدور حول الأرض، وأنه يبث الأناشيد ويرسل الاشارات. ولما لم تلتقط كوريا الجنوبية والولايات المتحدةواليابان الاشارات التي تقول بيونغيانغ أن قمرها يبثها، خلصت الدول الثلاث الى اخفاق كوريا الشمالية في وضع القمر في مداره. وقال جايمس روبين، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن محاولة كوريا الشمالية وضع قمر «صغير جداً» في المدار لم تنجح. ولم تنتظر الوكالة الكورية، هذه المرة، 4 ايام لتذيع النبأ، فأذاعته بعد 4 ساعات، وحددت العلو والسرعة والقوس الأعرض والقوس الأضيق للمدار وموجة البث وعناوين الأناشيد. وتذهب الدول الثلاث الى أن الطبقة الأولى من الصاروخ سقطت في بحر اليابان. وتقول طوكيو ان الطبقة الثانية هوت في المحيط الهادئ، على بعد 3100 كلم من موضع الاطلاق، موسودان - ري. وتوافق الرأي قيادة الدفاع الجوي والفضائي في شمال أميركا ولي سانغ - هي، وزير الدفاع الكوري الجنوبي. ويجمع هؤلاء على ان الطبقات الثلاث هوت في البحر ولم يوضع أي جسم في مدار. ويقود هذا الى تغليب احتمال الفشل، ويدل على حال تكنولوجيا الفضاء في نظام بيونغيانغ الشمولي. وكان يراد لاطلاق 1998 ان يكون رمزاً للمرحلة الاولى من نظام كيم جونغ - ايل، وسبق انعقاد الجلسة الاولى لمجلس الشعب الاعلى العاشر. ويسبق «قمر» 2009 الجلسة الاولى لمجلس الشعب الاعلى الثاني عشر، في 9 نيسان، وينبغي أن ينهض علماً على المرحلة الثالثة من نظام كيم (الثاني). وتشترك الحادثتان، أخيراً، في اظهارهما أن بيونغيانغ، على رغم اخفاقها في وضع قمر اصطناعي في مداره، تمضي قدماً في ميدان الصواريخ البعيدة المدى، ولا تتستر على المسألة. * معلق، عن «ماييل كيونغجي» الكورية الجنوبية، 6/4/2009. إعداد و.ش