دخلت باريس بقوة على خط الوساطة في عملية السلام، اذ عرض الرئيس نيكولا ساركوزي على كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو افكاراً تمهد لاستئناف المفاوضات وتشمل عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو. ومن المتوقع ان يبلغ ساركوزي الرئيس بشار الاسد خلال اجتماعهما في باريس اليوم بالأفكار الفرنسية المتعلقة بالسلام، في وقت تضاربت الأنباء في شأن رسالة تركها نتانياهو بعهدة ساركوزي لتسليمها الى الرئيس السوري وتتضمن موافقة اسرائيل على استئناف المفاوضات مع سورية على اساس انسحاب اسرائيلي الى حدود العام 1967. واكدت مصادر فرنسية مطلعة ل «الحياة» ان ساركوزي اجرى اتصالاً هاتفياً مع عباس مساء الثلثاء قبل ان يستقبل نتانياهو الاربعاء، ليعود الى الاتصال بعباس امس. واضافت ان ساركوزي عرض على نتانياهو افكارا لدفع عملية السلام كان سبق ان اثارها مع عباس. وعلم ان تكتم جميع الاوساط في فرنسا، بما فيها العربية، ازاء تفاصيل هذه الافكار، مرده الى ان الجانب الفرنسي لم يطرحها على الحليف الاميركي بعد. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن ساركوزي أكد لعباس في اتصال هاتفي «الضرورة الملحة لإعادة إطلاق عملية السلام، وأثار معه الشروط التي تسمح باستئناف سريع للمفاوضات». من جانبه، صرح الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة بأن ساركوزي قدم افكاراً الى عباس «تهدف الى التمهيد لاستئناف المفاوضات وليس الدخول في مفاوضات»، لكن هذه «الافكار ما زالت قيد البحث». واضاف ان «وقف الاستيطان يشكل المحرك الرئيسي لاستئناف المفاوضات»، معتبرا ان «هذه افكار يمكن ان تمهد للعودة الى المفاوضات اذا ما التزمت اسرائيل الخطوط العريضة للعملية السلمية ومرجعياتها». وكان مسؤول فلسطيني رفض كشف اسمه اعلن ان «بعض الافكار التي طرحها ساركوزي هي احياء فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام وفق اسس جديدة لتحريك عملية السلام»، مضيفا ان «عقد مؤتمر موسكو للسلام في المنطقة الذي كان مقررا العام الماضي، هو الفكرة المطروحة حاليا». وفي هذا الصدد، قال ابو ردينة رداً على سؤال: «لا اعتراض للرئيس على المؤتمر الدولي، ونحن مع الحركة الدولية، لكن المهم ان تسهم في اقامة دولة فلسطينية». وعلى المسار السوري، كان نتانياهو اعلن فور خروجه من الاليزيه اول من امس استعداده لاستئناف المفاوضات مع دمشق من دون شروط، في وقت اكد تقرير لقناة «العربية» انه ترك بعهدة ساركوزي رسالة الى الاسد يدعوه فيها الى استئناف المفاوضات ويعلن استعداده للانسحاب من هضبة الجولان. غير ان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية نفى ذلك أمس، موضحاً ان نتانياهو اكد للرئيس الفرنسي استعداده لاستئناف المفاوضات السلمية مع سورية في اي زمان وأي مكان من دون شروط مسبقة.