قضى أربعة جنود من الجيش اللبناني وجرح خامس برتبة نقيب، في كمين مسلح نصب لهم في بلدة رياق في البقاع (شرق لبنان). وأفادت معلومات أمنية أن الضابط وجنوده كانوا يمرّون بسيارتهم وهي جيب «دفنّدر» عند مفترق بلدة تمنين (20 كيلومتراً جنوب مدينة بعلبك)، حين أطلق عليهم مسلحون قذيفة «انيغرا» وأتبعوها برشقات من أسلحة رشاشة فأردوا السائق والجنود الثلاثة بينما أصيب الضابط الذي كان الى جانب السائق، بجروح في خده ويده ورجله، ونقل إلى مستشفى رياق حيث خضع لعمليات جراحية وأقلّته بعدها طوافة إلى مستشفى في بيروت. وذكرت المعلومات أن «المعتدين كانوا في سيارتي جيب احداهما لونها اسود والثانية رمادية، بادروا باطلاق النار على الجنود ولم يحصل اشتباك، وان الجيش رصد احدى السيارتين»، مشيرة إلى «اطلاق نار ابتهاجاً في بعلبك». وعلى الفور استدعى الجيش تعزيزات إلى المنطقة، وقطع الطريق العام في اتجاه بعلبك، بينما رفعت قيادة الجيش الجاهزية واستدعت العناصر التي تقضي فترة الاعياد ونشرت الآليات المؤللة على مفارق الطرق الرئيسية والفرعية وشوهدت ارتال من الملالات متجهة نحو مدينة بعلبك وجابت مروحيات ال «غازيل» سماء المنطقة. وقالت «الوكالة الوطنية للاعلام» اللبنانية الرسمية إن «الجيش اللبناني احكم الطوق على منطقة الشراونة في بعلبك وعزز حواجزه في منطقة التل الابيض مدخل ايعات وعند مطعم السندباد مدخل حي الشراونة من جهة بعلبك المدينة، وأقام عدداً من الحواجز على امتداد الاوتوستراد الدولي رياق - بعلبك، وسير دوريات مؤللة وحول السير في محيط المكان الذي استهدف فيه الجيش من مفرق تمنين التحتا حتى مفرق التعاضد - رياق في اتجاه طرقات فرعية». وأصدر الجيش لاحقاً بياناً مقتضباً لم يذكر فيه أسباب ما حصل وخلفياته ولا أسماء الجنود، لكن وسائل إعلام اعتبرت الحادث «ثأرياً»، وربطته بمقتل شخصين من آل جعفر برصاص الجيش اللبناني في 15 آذار (مارس) الماضي في محلة الدار الواسعة. ونقلت «فرانس برس» عن مصدر أن «عدداً من أقارب تاجر المخدرات علي عباس جعفر الذي ارداه الجيش في 27 آذار (مارس) اطلقوا اعيرة نارية في الهواء ابتهاجاً بمقتل جنود الجيش اللبناني»، مشيرة إلى أن «أقارب جعفر هددوا في تصريحات نقلتها أخيراً وسائل الاعلام اللبنانية بالثأر لقتيلهم». وقال الجيش حينها في بيان إن «سيارة حاولت اجتياز حاجز ولم تمتثل للأوامر ما دفع بالجنود إلى اطلاق نار أدى إلى مقتل كل من علي محمد صبحي جعفر وعلي عباس جعفر الملاحق ب 172 مذكرة توقيف تعود الى تهم إطلاق نار على مراكز عسكرية ومحاولة قتل عسكريين ومدنيين، والاتجار بالمخدرات، وارتكاب عمليات تزوير. وتبين أن السيارة هي من نوع رانج روفر زيتية رقم 312536/ب مسروقة منذ نحو 10 أيام، وضبط في داخلها قاذف آر بي جي وبندقية نوع م 16 مع مقبض رمي قذائف (لانشر)، إضافة الى قذائف وذخائر مختلفة وكمية من حشيشة الكيف». بيان الجيش وصدر أمس عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «قبل ظهر اليوم (أمس) الساعة 11,00 تعرضت آلية تابعة للجيش لكمين نصبه عدد من المسلحين عند مفرق بلدة تمنين التحتا، ما ادى الى استشهاد اربعة عسكريين وإصابة ضابط بجروح. باشر الجيش ملاحقة الفاعلين وهو يطلب من الاهالي التعاون مع القوى العسكرية وعدم ايواء هؤلاء المجرمين». ونعت قيادة الجيش «الاربعة الذين استشهدوا أثناء قيامهم بالواجب العسكري وهم: الشهيد المؤهل محمود احمد مرون، مواليد 15/6/1977 الحدادين - طرابلس، متأهل وله ولد؛ الشهيد الرقيب خضر احمد سليمان، مواليد 14/4/1967 التبانة - طرابلس، متأهل وله ستة اولاد؛ الشهيد العريف زكريا احمد حبلص، مواليد 1/10/1984 عيات - عكار، عازب؛ الشهيد العريف بدر حسين بدر بغداد، مواليد 18/11/1981 - حلبا - عكار، عازب». وذكرت وسائل إعلام أن الجريح هو النقيب علام دنيا. آل جعفر وأصدرت عشيرة آل جعفر - بعلبك الهرمل، بياناً علقت فيه على «الاشاعات المغرضة التي زعمت أنه تم اطلاق رصاص ابتهاج في حي الشراونة في بعلبك بعد استشهاد عناصر الجيش». وقالت: «اننا اذ نستنكر هذه الأخبار التي تريد تشويه سمعة المنطقة وسمعة آل جعفر والتي نرى فيها محاولة مكشوفة للايقاع بين ابناء المنطقة والجيش، نهيب بالوسائل الاعلامية التزام الدقة والمواقف المسؤولة وعدم الانجرار وراء هكذا اشاعات مغرضة وذلك في سبيل المساهمة في حقن الدماء، كما نحذر من المضي قدماً في بث هذه الاشاعات الهادفة الى التحريض على مزيد من سفك الدماء في منطقة البقاع وضرب الصدقية التي يحظى بها الجيش في هذه المنطقة التي قدمت العديد من خيرة ابنائها داخل صفوف المؤسسة العسكرية في سبيل الدفاع عن الارض والعرض». وأضافت: «ان آل جعفر كما سائر ابناء المنطقة يترحمون على شهداء الجيش، ويؤكدون ان كل الامور ستأخذ المجرى القانوني الطبيعي ايماناً منا بأن القانون فوق كل اعتبار وهو الكفيل باحقاق الحق والحقيقة».