لندن - أ ف ب، يو بي آي - أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية بأن العالم قريب جداً من نفاد مخزون النفط، وهذا ما تؤكده تقديرات الوكالة الدولية للطاقة التي تخفف من خطر نفاد المخزون كي لا تتسبب في ذعر. ونقل الموقع الإلكتروني للصحيفة عن مسؤول كبير في الوكالة، (كتم اسمه) أمس، أن الولاياتالمتحدة تلعب دوراً مهماً في تشجيع الوكالة الدولية للطاقة، على التقليل من أهمية نضوب حقول النفط الحالية، والى المبالغة من فرص إيجاد احتياط جديد. وقال المسؤول للغارديان: إن «كثيرين من داخل الوكالة الدولية للطاقة يعتبرون انه سيكون مستحيلاً إنتاج من 90 إلى 95 مليون برميل يومياً، لكن يخشى من حصول ذعر في أسواق المال في حال أعلن عن خفض الكميات». وأضاف: إن «الأميركيين يخشون انتهاء هيمنة النفط، ما يهدد نفوذهم المبني على الوصول إلى مصادر نفط جديدة». وأوضح مصدر آخر في الوكالة الدولية للطاقة، أن القواعد الأساسية للوكالة هي «عدم إغضاب الأميركيين»، لكن في الواقع فإن كميات النفط في العالم التي تؤكد الوكالة وجودها، غير متوفرة». وأضاف: «وصلنا إلى أعلى نقطة في ما يتعلق بالنفط. أعتقد أن الوضع هو فعلاً سيئ». وذكرت «الغارديان» أن الحكومة البريطانية تستخدم أيضاً تقديرات وكالة الطاقة الدولية بدلاً من تقديرات مؤسساتها المتخصصة، للإصرار على أن إمدادات النفط على المدى الطويل تواجه تهديداً ضئيلاً. ونسبت إلى رئيس لجنة النفط والغاز في البرلمان البريطاني النائب جون هيمينغ قوله: «إن هذا الكشف أكد شكوكه بأن وكالة الطاقة الدولية قللت من سرعة توجه العالم إلى مرحلة نفاد النفط ما كانت له آثار عميقة على سياسة الحكومة البريطانية حول الطاقة». وأضاف: «أن الاعتماد على تقارير وكالة الطاقة الدولية استُخدم لتبرير مزاعم أن إمدادات النفط والغاز لن تصل إلى مرحلة الذروة قبل 2030، وصار واضحاً الآن أن ذلك لا يعكس حقيقة الواقع ولا يمكن اعتماد تقديراتها». ونقل موقع «سي أن أن» الإلكتروني، أن تقرير «الغارديان» يتلو تقريراً آخر بريطانياً نشر منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، وحذر من أن مخزون العالم من النفط قد يبدأ في النضوب العقد المقبل. ويجدد التقرير الصادر عن «المجلس البريطاني لبحوث الطاقة» ونشر في موقعه، الجدل الدائر منذ عقود ببلوغ الإنتاج التقليدي للنفط أعلى مستوى له، قبيل أن يبدأ تراجعاً عنيداً. وتكهنت الهيئة البريطانية، التي تقدم استشارات في شأن الطاقة إلى حكومات العالم، ببدء نضوب النفط بعد 2030، وانخفاضه بحلول عام 2020، ولفتت إلى أن هنالك إجماعاً عاماً بأن عهد النفط الزهيد الثمن، في الرمق الأخير. ولفت رئيس دائرة التقنية والسياسة التقديرية في المجلس روبرت غروس، إلى أن نضوب النفط سيقفز بأسعار الطاقة ويوجه ضربة قاصمة للاقتصاد وقطاع الصناعة في العالم.