أكد رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه، أن المنطقة العربية «تتمتع بإمكانات الاستثمار الآمن، في حال عملت على مقاربات استراتيجية سواء بالمشاركة مع غيرها أو بمفردها، لمواجهة انعكاسات الأزمة العالمية». واعتبر في مؤتمر صحافي عقده أمس، لإعلان عقد المؤتمر المصرفي العربي السنوي لهذه السنة في بيروت، أن ارتفاع سعر الذهب «مؤشر إلى مرض الاقتصاد العالمي، وليس تحسّن النظرة إلى الذهب». واعتبر أن المؤتمر، الذي يعقد في 19 و20 من هذا الشهر في فندق فينيسيا انتركونتيننتال بعنوان «الاستثمار العربي البيني في ظل نظام اقتصادي عالمي مستجد»، يلتئم في «مرحلة صعبة إذ لا يزال العالم يعاني تداعيات أزمة المال، على رغم أن المصارف العربية في معظمها أعلنت نتائجها للأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، وهي تتجه إلى تحقيق نمو معتدل في الأرباح يقارب 6 في المئة نهاية السنة. كما أن المجموعات الدولية لا تزال تبحث عن حلول ثابتة وناجعة لمواجهة الأزمة ومنع تكرارها». لذا أكد أهمية المؤتمر الذي «نريده حدثاً يسلط الضوء على المقاربة الجديدة الواجب على صناع القرار الاقتصادي العربي أن يقوموا بها في موضوع الاستثمار البيني العربي وكيفية خدمة الاقتصادات العربية، ضمن بيئتها». وعرض طربيه أبرز محاور المؤتمر، التي ستتناول الإطار العام للنظام المالي العالمي المستجد في ضوء مقترحات لجان مجموعة العشرين، والدور الاستثماري المتزايد للمصارف الإسلامية في ظل هذا النظام، ودور السلطات الرقابية في التخفيف من الأخطار المصرفية والمالية، والاستثمار العربي البيني (الفرص والتحديات) ودور المصارف العربية في تمويل المؤسسات، وتمويل المشاريع المتوسطة والكبيرة والبنية التحتية في المنطقة العربية، والقروض الصغيرة، ودور القطاعين العام والخاص في حفز الاستثمار العربي البيني». وحضّ على «زيادة حجم تدفقات الاستثمارات البينية العربية»، لافتاً إلى أن حجمها «لا يتناسب مع إمكانات مؤسساتنا المالية والمصرفية». وأشار إلى أنه «ارتفع من 18 بليون دولار عام 2007 الى 34 بليوناً عام 2008، ويمثل هذا الرقم الزيادة في تدفقات الاستثمار الأجنبي الى الدول العربية المرتفعة، بمبلغ 18 بليون دولار لتبلغ 89.2 بليون دولار في مقابل 70.3 بليون عام 2007». واعتبر طربيه أن السيولة الموجودة لدى القطاع المصرفي اللبناني، «ستكون في خدمة الاقتصاد»، متوقعاً أن يعود المستثمرون إلى «إطلاق المشاريع». ورأى أن «لدينا فرصة تاريخية للنهوض بلبنان، نتيجة حسن أداء القطاع المصرفي اللبناني والبنك المركزي وتشكيل الحكومة»، معتبراً أنها «تبشر بأداء جيد، وستكون نقطة انطلاق للبنان الحديث». وأكد استمرار القطاع المصرفي في تمويل الدولة والقطاع الخاص، لافتاً إلى أن «حجم تمويل الأخير يوازي الدخل القومي». وعن ارتفاع سعر الذهب، أوضح طربيه أنه «مؤشر لمرض الاقتصاد العالمي، وليس تحسّن النظرة إلى الذهب، الذي يمثل احتياطاً في الأزمات»، وأن سرعة تسجيله «تعني أن الأزمة لا تزال مستشرية. لذا تعاكس التطمينات، التي تعلنها المرجعيات الدولية عن انحسارها».