استمر أمس الملتقى الصيني – الأفريقي لرجال الأعمال في قصر المؤتمرات التابع لفندق سافواي في شرم الشيخ في مصر، بعد أن تخللته جلسة رسمية مساء السبت، بمثابة افتتاح للملتقى، حضرها رئيسا حكومة الصين وين جياباو ومصر أحمد نظيف، ووزيرا تجارة البلدين تشن ديمنغ ورشيد محمد رشيد، ووزراء أفارقة وممثلون عن 800 شركة صينية وأفريقية ورؤساء بنوك تنمية وصناديق مال وفعاليات. وتابع رئيس الوزراء الصيني أمس لقاء رؤساء الدول الأفريقية مطلعاً على مطالبهم وتوجههم المستقبلي للعلاقات الثنائية، قبل أن يتحول الملتقى اليوم إلى مؤتمر على صعيد رؤساء الدول ويدرس أبعاداً اقتصادية وسياسية. وفي كلمته أمام المنتدى أعلن رئيس الوزراء الصيني العزم على منح قروض ميسرة قيمتها 10 بلايين دولار الى الدول الأفريقية، وتأكيده في الوقت ذاته استعداد بلاده للعب دور من أجل تحقيق «السلام والاستقرار» في القارة السمراء. وأوضح وين، الذي تحدث عن «بداية جديدة» بين بلاده والقارة الأفريقية، ان هذه القروض تندرج ضمن مجموعة من الإجراءات التي سيتم اتخاذها خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأعلن الزعيم الصيني أن بكين ستعفي من الرسوم الجمركية 95 في المئة من منتجات «الدول الأفريقية الأقل نمواً التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين وستبدأ بإعفاء 60 في المئة من السلع اعتباراً من عام 2010». وعرض رئيس وزراء الصين للعلاقات الثنائية بين بلده والقارة الأفريقية، منذ نحو ستة عقود، وقال: «على رغم المسافة الكبيرة بين الصين وأفريقيا فان الصداقة بين شعوبنا ظلت قوية». وتحدث عن المساعدات التي قدّمتها الصين إلى بلدان مختلفة على مساحة القارة، مسمياً مشاريع البنية التحتية والمشاريع الزراعية وبناء 100 مدرسة تستوعب 30 ألف تلميذ و30 مستشفى تشمل 4 آلاف سرير ومراكز لمكافحة الملاريا ودار للأوبرا في الجزائر وأقنية ري في السودان، وأهّلت مشاريع زراعية في مالاوي أمنت فرص عمل لأكثر من 100 ألف، إلى مشاريع غيرها. وقال وين: «للمرة الأولى يتم التعاون بين الجنوب والجنوب وهو بين حكومات ومؤسسات، وأثمر نتائج جيدة». ووصف المنفعة الثنائية بالجيدة «فنحن شركاء نتعاون على أساس المزايا المميزة ونتكاتف ونضافر جهودنا». وأكد وين ضرورة زيادة حجم التجارة الثنائية، لافتاً إلى أن الجهود في هذا المجال أسفرت عن عقد اتفاقات لحماية الاستثمار مع 31 دولة أفريقية، وعقد 16 اتفاقاً للازدواج الضريبي وأنشئت 6 مناطق اقتصادية، وأسست صناديق تنمية. وأعلن عن وجود 1600 شركة صينية في أفريقيا، واستثمارات خاصة بنحو 7 بلايين دولار. وربط وين بين تقديم المشاريع وتقديم التكنولوجيا معها، فالمشاريع استوردت معها التكنولوجيا الصينية بأنواعها وأدت إلى تحسين الاقتصاد وتحسن التنمية البشرية وتحسين أعمال المقاولة. ودعا إلى «دعم التوازن في معادلة الهيكلة التجارية»، مبدياً «الاستعداد لتقديم المساعدات ودفعها تجاه أفريقيا، والعمل على خفض الرسوم الجمركية على صادرات الدول الأفريقية الأقل نمواً». وكان رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف أثنى على الملتقى وعلى الموضوعات التي درست من قبل المجموعات الاقتصادية وركّزت على «استكشاف مجالات التعاون والاستثمار». واعتبر نظيف أن الدورة الثالثة لملتقى رجال الأعمال الصيني – الأفريقي تمثل «أرضية صلبة للعمل المشترك». ودعا إلى مواصلة الجهد للتعاون في مجال الاستثمار والتجارة البينية والنهوض بالعلاقات وجعلها مثالاً يحتذى». وعرض لتطورها مدعوماً بالإحصاءات التجارية والتدفقات المالية الخارجية. والتقى وين أمس زعماء أفارقة واطلع على مطالبهم هادفاً إلى تعزيز العلاقة الثنائية لتزدهر اقتصادياً لا سيّما إثر أزمة المال والاقتصاد العالمية، التي غيّرت في اتجاهات الاستراتيجية الاقتصادية بين القوى الثلاث الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، من دون استثناء اليابان.