تحولت مناطق المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة هذه الأيام إلى «ورشة عمل كبرى»، لوضع اللمسات الأخيرة للعديد من المشاريع التي تنفذها مختلف القطاعات الحكومية لراحة حجاج بيت الله الحرام، وتضمنت تلك الأعمال تحديث البنية التحتية والتوسع فيها، إضافة إلى استحداث عدد من الطرقات التي تربط مناطق المشاعر المقدسة بمدينة مكةالمكرمة، حيث الحرم المكي الشريف، لتيسير تنقلات ضيوف الرحمن أثناء أداء مناسك الحج. ويعتبر المشروع العملاق لتوسعة وتطوير جسر الجمرات في منى من أبرز المشاريع التي أوشك العمل فيها على الانتهاء. وروعي عند تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج، وازدياد أعداد الحجيج المستمر عاماً بعد آخر، وتوزيع الكتل البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد، وذلك من طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن وجهات قدوم الحجاج إلى الجسر، مع ربط الجسر بالجبال القريبة من الجمرات في استعمال السلالم المتحركة والعادية للوصول إلى المستويات العالية، وفصل حركة المشاة عن حركة المركبات في الساحات المؤدية إلى الجسر والمحيطة به، إذ توجد أربعة مبان للسلالم العادية والمتحركة، اثنان منها يقعان شمال شارع الملك فهد، وآخران في الساحة الشرقية للجمرات، إضافه إلى وجود 40 سلماً للدخول، وتضم مباني الصعود أربعة سلالم متحركة في كل مبنى، أي مجموعه 16 سلماً متحركاً بعرض متر لكل واحد منها، إضافة إلى سلالم ثابتة للطوارئ بكل مبنى بعرض مترين لكل منها. كما أن هناك اتصالات بين الأدوار المختلفة عبر السلالم المتحركة والثابتة للموازنة ولاستعمالها في الحالات الطارئة بما في ذلك الدور الرابع. ويشهد مشعر عرفات مشروع تصريف مياه السيول والأمطار ، والذي تنفذه وزارة الشؤون البلدية والقروية، لحماية ضيوف الرحمن من السيول، عند هطول الأمطار، ويشمل هذا المشروع كافة مسطح مشعر عرفات، خاصة الممرات ومحددات الخيام، ويتضمن صرف مياه الأمطار والسيول إلى القنوات والعبارات التي تم تنفيذها بمراحل المشروع، وقد روعي في تقليل مشاكل صيانة وتنظيف هذه العبارات والقنوات بهدف حماية الحجاج من أخطار الأمطار والسيول التي قد تهطل أثناء موسم الحج، لاسيما عند تواجدهم بمشعر عرفات في يوم الوقفة . ينفذ حالياً مشروع السكة الحديدية لقطار المشاعر المقدسة، والذي يربط مناطق المشاعر بمدينة مكةالمكرمة، ويأتي هذا المشروع كإضافة نوعية للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، اختصاراً للجهد وللوقت، وتوفير أفضل وسائل النقل الحديث لهم أثناء تنقلاتهم من مكةالمكرمة ومناطق المشاعر المقدسة لاستكمال مناسك حجهم، وقد قطع المشروع شوطاً كبيراً في إنشاء بنيته التحتية، سيشاهد ضيوف الرحمن أعمال هذا المشروع ومساره بعد أن أصبح واقعاً ملموساً، إذ يجري العمل فيه منذ بداية هذا العام بكلفة إجمالية تتجاوز ستة بلايين ونصف البليون ريال، وسيكون جاهزاً للاستخدام بنسبه 35في المئة من طاقته الاستيعابية في موسم الحج المقبل 1431ه وبكامل طاقته الاستيعابية في موسم حج 1432ه، وشيدت الشركة المنفذة للمشروع القواعد والأساسات للجسر المعلق، الذي سيتم عليه إنشاء جميع مسارات القطار معلقة، حتى يتم الابتعاد عن حركة المشاة والمركبات، تلافياً لحدوث أي ازدحام أو اختناقات في الحركه المرورية. وتحفل مناطق المشاعر المقدسة بالعديد من المشاريع الخاصة بتطوير دورات المياه وتحسين شبكة الطرق وتحسين شبكة الإنارة، إضافة لاستحداث عدد من المواقف الجديدة للحافلات، وهذه المشاريع هي عبارة عن مشاريع متفرقة بعضها تشرف عليه وزارة المياه والكهرباء ممثلة في المديرية العامة للمياه بمنطقة مكةالمكرمة والبعض تشرف عليه أمانة العاصمة المقدسة. كثفت وزارة الصحة من نشاطها في العاصمة المقدسة باقتراب موسم الحج، وأكد المدير العام للشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور خالد عبيد ظفر أنه سيتم هذا العام تشغيل أربعة مستشفيات جديدة في مناطق المشاعر المقدسة، منها مستشفى حديث بمشعر عرفات بمسمى مستشفى جبل الرحمة سعته 140 سريراً ومستشفى آخر بنفس المشعر بجوار مسجد نمرة وهو مستشفى نمرة سعته 90 سريراً .إضافة إلى مستشفى عرفات العام الذي يسع 300 سرير ، كما جرى إعادة بناء مستشفى منى الوادي بسعة 160 سريراً، وأوضح ظفر أن مستشفيات المشاعر المقدسة تسع ألف سرير وشيدت بأحدث المواصفات، إضافة إلى وجود اكثر من 100 مركز صحي في المشاعر مزودة بالمستلزمات الطبية كافة.