أكد مصدر سعودي أن سلاح الجو الملكي السعودي شن غارات على مواقع المسلحين الذين تسللوا إلى الأراضي السعودية الثلثاء وهاجموا دورية لحرس الحدود وقتلوا رجل أمن وجرحوا 11 آخرين. وقال المصدر ل «الحياة»: «إن أي مسلح أو معتدٍ يدخل أراضينا سنضطر لضربه أو قصفه، وهذا ما فعلناه لحماية أراضينا». وتوقّع المصدر أن تحسم المعركة خلال اليومين أو الأيام المقبلة، مؤكداً أنها «شبه محسومة لمصلحة السعودية، إذ إن فارق القوة واضح»، وذكر أن المعارك تدور في «نطاق ضيق ومسرح حدودي معروف». وشدّد المصدر الذي تحدثت إليه «الحياة» على أن السعودية تبدي أقصى درجات الحرص والحذر، لئلا تقاد إلى معركة لا تريد الخوض فيها بمشيئتها. وفي جازان تحدثت مصادر عن مقتل أكثر من 20 من المسلحين، وتدمير الأماكن التي يتحصنون فيها، ولم يتسن تأكيد ذلك أو نفيه. وشوهدت مقاتلات سعودية تحلق في أجواء المنطقة الحدودية، فيما تم حشد قوات برية شكلت طوقاً أمنياً واسعاً. وذكرت المصادر أن مقذوفين أطلقهما المسلحون دمّرا ثلاث منازل متجاورة في قرية القرن بمنطقة جازان. وقالت إن عدداً من السيارات أصيب بأضرار. وزادت أن قرية القرقاعي السعودية تعرضت لقصف مجهول المصدر، فيما اضطر أهالي قرى المجدعة والغاوية والشانق وأم الدبي إلى النزوح إلى مناطق آمنة غرب بلدة الصوبة. ونفى محافظ محافظة العارضة محمد الغزي وقوع أي هجمات على الحدود الجبلية المقابلة للمحافظة حتى ظهر أمس. وزارت «الحياة» أمس قرى الخشل والمعطن وأبوالعصمة وأبو الكثاث ودبير والمطاريق، ولاحظت استقرار الوضع. وأكد المواطنون هناك ثقتهم بقدرة القوات المسلحة السعودية على ردع المتسللين والمسلحين. وفي صنعاء، قال وكيل وزارة الداخلية اليمني لقطاع الأمن اللواء محمد القوسي ل «الحياة»، إن للسعودية الحق الكامل في ردع المعتدين على سيادتها على أراضيها، وأضاف أن متمردي اليمن ظلوا يعملون منذ بدء تمردهم على نقل الصراع إلى الأراضي السعودية. واتهم المتمردين بتلقي دعم «من خارج اليمن»، وقال: «إن مقاتلين من جنسيات مختلفة يشاركون في الحرب الى جانب المتمردين». ونفى مصدر عسكري يمني أمس مزاعم زعيم التمرد اليمني عبدالملك الحوثي، عن أن الطيران السعودي استهدف مديرية الملاحيظ وقرى مديرية مران وسوق الحصامة، واتهم المصدر الحوثيين ب «نشر الأكاذيب والافتراءات». من ناحية أخرى أعلن «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ( تنظيم القاعدة في اليمن) مسؤوليته عن عملية اغتيال القادة الأمنيين ومرافقيهم في صحراء محافظة حضرموت اليمنية (شرق البلاد) الثلثاء الماضي في كمين استهدف موكبهم أثناء عودتهم من زيارة تفقدية للمنافذ الحدودية بين اليمن - والسعودية برفقة مسؤولين في المحافظة، حيث لا تزال أجهزة الأمن اليمنية تقوم بملاحقات المشتبه بتورطهم في هذه العملية. وجاء في بيان «القاعدة» ان «سرية عبد الله باتيس (أحد عناصر القاعدة الذي قتل في وقت سابق من هذا العام على ايدي وحدات أمنية يمنية في مواجهات جرت في حضرموت) نصبت كميناً موفقاً لموكب مسؤولين أمنيين كبار في حضرموت وهم مدير أمن وادي حضرموت ومدير البحث الجنائي ومدير الأمن السياسي (الاستخبارات) فقتلوا ومرافقيهم في منطقة خشم العين». وأضاف ان هذه العملية جرت «نصرة لإخواننا الأسرى في سجون حضرموت وصنعاء وغيرها، وانتقاماً لكل من تسول له نفسه النيل من المجاهدين»، وأكد ان منفذي العملية «رجعوا سالمين غانمين ولم يصب أحد منهم بأذى».