أعربت «منظمة هيومن رايتس ووتش» عن استغرابها من نفي الرئيس السوري بشار الاسد استخدام قوات النظام «البراميل المتفجرة»، قائلة ان «البراميل ليست مدعاة للضحك»، في وقت قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان قوات النظام شنت منذ بداية الشهر الف غارة بينها القاء «537 برميلاً متفجراً، «اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 270 مدنياً». وكان الاسد قال في مقابلة مع «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) اول امس: «ما أعرفه عن الجيش هو انه يستخدم الرصاص والصواريخ والقنابل، لم أسمع عن جيش يستخدم البراميل او ربما اواني الضغط المنزلية». وردت «رايتس ووتش» في بيان على صفحتها: «ما أحفل الأمر بالمغزى، حين يتجرأ زعيم أمة من الأمم على تقديم رد فكاهي عند سؤاله على التلفزيون عن سلاح مميت، مسؤول عن قتل وتشويه الآلاف من مواطنيه؟». وبدأ النظام السوري بحسب ناشطين بإلقاء «براميل متفجرة» من طائراته في اواخر العام 2012، قبل ان يرفع من وتيرة استخدامها في العام الماضي حين تسببت موجة كبيرة من هذه «البراميل» في شباط (فبراير) الماضي بمقتل مئات الاشخاص في مناطق متفرقة من سورية. و»البراميل المتفجرة» عبارة عن خزانات مياه او براميل او اسطوانات غاز يجري حشوها بخليط من المواد المتفجرة والحديد من اجل زيادة قدرتها على التدمير. وقالت المنظمة الدولية ان الاسد الذي «بدا واثقاً من نفسه، سئل عن استخدام قواته للقنابل البرميلية، أو براميل النفط المحشوة بالمتفجرات والشظايا المعدنية التي تُلقى من المروحيات الحائمة على ارتفاعات كبيرة لتجنب النيران المضادة للطائرات. إنها أسلحة عديمة التوجيه، ورخيصة وفتاكة، فرد بابتسامة عريضة «هذه قصة طفولية». وتابعت في البيان: «سئل: ألا تنكر أن قواتك تستخدمها؟ فرد الأسد، ببديهة حاضرة فيما يتخيل: «أنا أعرف الجيش، والجيش يستخدم الرصاص والصواريخ والقنابل. لم أسمع عن جيش يستخدم البراميل أو قدور الطهي». واشارت «رايتش ووتش» الى انه «على مدار السنوات الأخيرة انهمرت البراميل المتفجرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، على طوابير المخابز، وعلى المنازل، وعلى المدارس، وعلى المستشفيات. وقتلت وجرحت المئات من الرجال والنساء والأطفال بأعداد أكبر من الأسلحة الكيماوية التي وجدت دعاية أكبر، والتي اضطر الأسد للتخلص منها». واشارت الى انه في تموز (يوليو) الماضي روت شابة الى خبراء «رايتس ووتش» عن شعور الطرف المتلقي للبراميل المتفجرة: «كنت أنام بجوار زوجي حين استيقظت ورأيت حجارة فوقي.. توفي ابني الذي يبلغ من العمر عامين، وجرح زوجي جراء الشظايا... أذكر رؤية جثمان ابني على مسافة بعيدة عن فراشه». وكان مجلس الامن أصدر بداية العام الماضي القرار 2139 وطالب بوقف «الاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف والقصف الجوي، من قبيل استخدام البراميل المتفجرة». وبثت «بي بي سي» امس فيديو مدته نصف دقيقة وثقت فيه استخدام «البراميل» من القوات النظامية. الى ذلك، قال «المرصد» امس انه «وثق تنفيذ طائرات النظام الحربية والمروحية ما لا يقل عن 1009 غارات على مناطق في قرى وبلدات ومدن بعدة محافظات سورية، خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر الجاري، طاولت 12 محافظة، من أصل 14 محافظة سورية»، موضحاً ان مروحيات النظام القت «537 برميلاً متفجراً على مناطق في مدن وبلدات وقرى بمحافظات ريف دمشق، حلب، حمص، إدلب، القنيطرة، الحسكة، حماة، درعا، دير الزور واللاذقية، فيما شنت مقاتلاته 472 غارة». واشار «المرصد» الى ان الغارات «اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 270 مدنياً، هم 49 طفلاً و173 رجلاً بينهم ما لا يقل عن 146 مواطناً بينهم 29 طفلاً و26 مواطنة استشهدوا في قصف لطائرات النظام الحربية على مدن وبلدات دوما وكفربطنا وسقبا وعين ترما وعربين (شرق دمشق)، إضافة لإصابة نحو 1200 آخرين بجروح، بينهم العشرات ممن أصيبوا بإعاقات دائمة وجراح بليغة، كما أدت الغارات إلى أضرار مادية ودمار في ممتلكات مواطنين». وزاد ان القصف ادى ايضا الى مقتل «ما لا يقل عن 120 من مقاتلي الفصائل المقاتلة والفصائل الإسلامية وجيوش إسلامية وجبهة النصرة وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)». وقال «المرصد» في تقريره: «لم نستغرب من إنكار الأسد، استخدام قواته الجوية، للبراميل المتفجرة، باستهداف أبناء الشعب السوري، منذ نحو 30 شهراً، لأن المجرم والقاتل عندما يعلم أنه لا يوجد قضاء بانتظار محاكمته على جرائمه التي يرتكبها، فلن ينكر هذه الجرائم فقط، بل سيستمر بارتكابها، وذلك بسبب خذلان مجلس الأمن الدولي لأبناء الشعب السوري، عبر إعاقة إصدار أي قرار ملزم لوقف القتل في سورية أو إحالة ملف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب في سورية على محكمة الجنايات الدولية».