جنيف - «نشرة واشنطن» - ساهمت مبادرة «بيانات الطقس للجميع» التي أطلقها في العام الماضي الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، الذي يرأس حالياً منظمة «المنتدى الإنساني العالمي»، واستخدام الهواتف الخليوية في أفريقيا، في إنشاء محطات ذاتية التشغيل لرصد الطقس في منطقة البحيرات الكبرى في شرق أفريقيا، التي ترصد الأحوال الجوّية وتزوّد العلماء ببيانات حول توقعات الطقس. يذكر ان معايير شبكة محطات الطقس في أفريقيا، أدنى بثماني مرات من المعايير الدنيا التي حددتها «المنظمة العالمية للأرصاد الجوّية»، إذ تملك أقل من 300 محطة ذاتية التشغيل للطقس تفي بالمعايير التي حددتها «المنظمة»، في حين ان أميركا وأوروبا وأجزاء من آسيا تملك آلافاً منها، تقيس الحرارة والضغط الجوّي ومعدل الرطوبة وسرعة الرياح واتجاهها وهطول الأمطار. وكان أنان أعلن في «مؤتمر المناخ العالمي» الذي عقد في جنيف في 31 آب (أغسطس) الماضي، ان «علم المناخ ليس بمثابة تمرين أكاديمي، بل هو علم ذو أهمية تؤثر في حياة مئات الملايين من البشر»، وأضاف: «يجب أن يتمحور التركيز بلا هوادة، على كيفية مساعدة من هم على الجبهة الأمامية للتغيير المناخي. ولا يسعنا أن نأمل بمكافحته ما لم نتمكن من قياس الطقس بدقة. وهذه البيانات يجب أن تساهم في صوغ الحلول العالمية والمحلية للمشاكل التي تسببها أنماط الطقس المتبدلة». ومن الشركاء الآخرين الذين يعتزمون تركيب أكثر من 5000 محطة ذاتية التشغيل لرصد الطقس في مواقع جديدة في شبكات متنقلة عبر القارة السمراء خلال السنوات المقبلة، «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» وشركة «إريكسون» السويدية للاتصالات، وهي من الشركات الكبرى التي تزوّد الشرق الأوسط وأفريقيا بمعدّات اتصالات خليوية، و «معهد الأرض» التابع لجامعة كولومبيا الأميركية. وأعلن المدير التنفيذي ل «المنتدى الإنساني العالمي» وولتر فاست على هامش مؤتمر جنيف، أن المرحلة الأولى من المشروع اختتمت في حزيران (يونيو) الماضي، مشيراً إلى أن محطات رصد الطقس يمكن مشاهدتها على موقع «غوغل-إيرث» الذي ينشر صوراً ملتقطة من الفضاء لأماكن مختلفة على الأرض. ويسعى الشركاء في هذا المشروع إلى الحصول على تبرّعات نقدية لتمويله. وفي هذا الصدد رأى فاست أن «30 مليون دولار يمكن أن تكون كافية لتغطية احتياجات القارة». وركبت أولى المحطات بالقرب من منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، وهي مجموعة من البحيرات في الوادي المتصدّع الكبير (شرق افريقيا)، وتضم بحيرة «فيكتوريا» حيث تتسبب عواصف وحوادث متصلة بالطقس، في مقتل 5000 شخص سنوياً. ويعتمد زهاء 700 مليون أفريقي، أي 70 في المئة من سكان القارة، على الزراعة لكسب لقمة عيشهم، كما أن أكثر من 95 في المئة من قطاع الزراعة الأفريقي يعتمد على الأمطار. وتسخّر الشراكة المستحدثة التكاثر الواسع الانتشار للهواتف الخليوية في أفريقيا لبث بيانات عن الطقس إلى مستخدميها وأماكن سكنهم، منهم المزارعون وصيادو الأسماك الموجودون في أماكن نائية، كما تنطوي على تمويل تدريبات ومساعدات فنّية لتعزيز خدمات الأرصاد الجوّية.