كان يوماً حزيناً وبكاء شديداً لدي ولدى جميع منسوبي مؤسسة البريد السعودي، بمناطق المملكة كافة، ولدى أبناء وأشقاء وأقرباء المدير العام لبريد منطقة المدينةالمنورة، نظراً لوفاة نبيل بن عبدالهادي زمزمي، رحمه الله رحمة واسعة، فقد تلقى الجميع خبر وفاته كالصاعقة التي ألجمت الألسنة وأجهدت القلوب والعيون بالبكاء الشديد حزناً على وفاته التي جاءته فجأة، ولم نصدق هذا الخبر المشؤوم. لقد ودعنا نبيل زمزمي إلى مثواه الأخير بمقابر «بقيع الغرقد» بالمدينةالمنورة، وأخذت أسرته بإقامة مراسم العزاء في منزلهم العامر بمكة المكرمة، ولم تصدق عيناي أن هذا الجمع الغفير من المعزين الذين حضروا من جميع مناطق ومدن المملكة، سواء من منسوبي البريد والأجهزة الحكومية الأخرى، لتقديم واجب العزاء في الفقيد، لماذا؟ لأن المرحوم كان يتمتع بدماثة أخلاق عالية، وكان يسعى لتقديم الخدمات كافة لمن لجأ إليه بعد رب العزة والجلال لمن يعرفه ولا يعرفه. إني لم أعرف نبيل زمزمي كزميل عمل، بل عرفته أخاً وصديقاً عزيزاً علي، فكان دائم الاتصال بي كل فترة وأخرى ليسأل عني وعن أخباري ويمازحني بمزحاته الجميلة والخفيفة، فكان قبل يومين من وفاته يهنئني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وقبلها أرسل لي «مسجاً» على هاتفي الجوال يقول في «المسج»: «أخي رزقكم الله بلوغ رمضان وأعانكم على الصيام والقيام وجعلنا الله وإياكم ممن يدخلون من باب الريان. كانت آخر مكالمة هاتفية مع الفقيد يوم الثلثاء قبل رحيله بثلاثة أيام، يسألني عن أخباري وأحوالي، ويوم الخميس جاء خبر انتقاله إلى الرفيق الأعلى كالصاعقة علي، وأخذت أذرف الدمع من عيني، ورفعت يدي لله سبحانه وتعالى بأن يتغمد أخي وصديقي المدير العام لبريد منطقة المدينةالمنورة نبيل زمزمي بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه مع الصديقين والنبيين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. إني في رثائي هذا أقول إن نبيل لم يمت، بل هو في قلوبنا، وصورته لن ولم تفارق أعيننا أبداً، وإني هنا أعزي نفسي قبل أن أعزي أبناءه وإخوانه وأقارب الفقيد في رحيله إلى مثواه الأخير، وذهابه إلى بارئه الكريم، وإني أرفع خالص الدعوات الصادقة لله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، اللهم آمين، وأقول إلى الفردوس الأعلى إن شاء الله يا نبيل.