الكسكس طعام مغاربي شائع جداً، بل يعتبر الطبق الأبرز في شمال أفريقيا. وفي المراجع العربية ورد اسم «الكسكسي»، و «كسكسو»، وهي مشتقة من الكلمة البربرية سكسو التي ما زالت تستعمل حتى اليوم لدى المغاربة. يُصنع الكسكس من دقيق القمح والسميد، لذا تفوق قيمته الغذائية الدقيق الأبيض الناعم الذي فقد غالبية العناصر الجوهرية بسبب ذهاب قشرة حبوب القمح التي تتركز فيها المواد الحيوية من فيتامينات ومعادن. والكسكس غذاء سهل الهضم ، شرط عدم إشباعه بالسمن، اما في شأن المواصفات الغذائية والصحية فهي الآتية: - يحتوي على كمية معتبرة من المواد البروتينية (12 غراماً لكل 100 غرام)، غير انها بروتينات غير كاملة لافتقارها الى بعض الأحماض الأمينية، لذا تجب إضافة أغذية أخرى لتعوض هذا النقص. - ان مئة غرام من الكسكس تعطي حوالى 350 سعرة حرارية، ولكن هذا لا يمنع ان يضاف الى وجبات الريجيم التخسيسية لسببين: الأول هو ان الكسكس يملك طاقة متوسطة نسبياً، والثاني أنه يمتص كمية كبيرة من الماء تعادل ثلاث مرات حجمه ما يجعل آكله لا يستطيع التهام أكثر من 50 غراماً قبل طبخه، أي ما يعادل 150 غراماً بعد الطهو. وبالطبع يجب عدم اضافة المواد الدسمة لأنها ترفع من الطاقة في شكل لافت. - في الكسكس كمية عالية من السكريات (حوالى 72 غراماً في المئة غرام)، ولكن هذه تمتاز بكونها مضادة للجوع لأنها تعبر المعدة ببطء، ويتم امتصاصها ببطء أيضاً، الأمر الذي يجعل السكر ينساب الى مجرى الدم بتؤدة وانتظام بحيث يبقى مستواه في حدود ثابتة، وهذا ما يبعد عن الشخص الرغبة في اللجوء الى النقرشة. أكثر من هذا وذاك، ان المشعر السكري للكسكس أقل من نظيره في الدقيق الأبيض وهذا ما يحول دون تفريغ شحنات فائضة من هرمون الأنسولين التي تساهم عادة في تخزين المزيد من الدهن وبالتالي ارتفاع الوزن . وللأسباب المذكورة نفسها، فإن الكسكس مسموح لمرضى السكري الذين يميلون عادة الى تناول المأكولات الدسمة والبروتينية التي تلحق الضرر بجهازهم القلبي الوعائي الهش أصلاً. - الكسكس طعام مفضل للذين يبذلون مجهودات عضلية، خصوصاً الرياضيين، اذ يسمح لهم بشحن مخازن سكر الغليكوجين الضروري جداً لمد عضلات الجسم بالطاقة للمثابرة في تحمل المجهود الطويل الأمد. - بالنسبة الى الأطفال، الكسكس غذاء جيد لهم، لأنه يمدهم بالطاقة اللازمة لأعمالهم الفكرية، ويجعلهم يبتعدون عن السكاكر السريعة الإمتصاص. - أما الشيوخ الذين كثيراً ما يملكون أسناناً مهترئة، فالكسكس غذاء ممتاز لهم، لأنه جذاب ويبعث على الشهية، ومضغه سهل. بقي ان الكسكس يحتوي على كمية ضئيلة من الدهنيات، الى جانب عدد من المعادن وبعض الفيتامينات، إضافة الى كمية لا بأس بها من الألياف. واذا أُُكل الكسكس مع الخضار واللحم فإنه يغدو طبقاً لذيذاً مفعماً بالعناصر الغذائية التي تمد الجسم بكل بما يلزمه من عناصر القوة والحياة.