توصّل طبيب سعودي وطبيبة أميركية إلى اكتشاف طبي جديد يحدُّ من انتشار الخلايا السرطانية باستخدام تقنية التماثل الجزيئي. وتمكّن أستاذ المناعة الاستشاري في كلية الطب والمستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود الدكتور عادل بن عمر المقرن، وأستاذة مناعة الأورام في جامعة ولاية نيويورك الدكتورة كيت ريتنهاوس أولسون وعلماء مشاركون آخرون من اكتشاف طبي لطريقة جديدة تقود إلى علاج مناعي يحد من انتشار الخلايا السرطانية في حالات سرطان الثدي والمستقيم والقولون والرئة، وذلك من طريق استهداف مستضدات الأورام باستخدام تقنية التماثل الجزيئي الذي يعدّ إنجازاً عالمياً لجامعة الملك سعود. ويرتكز هذا الاكتشاف على محورين، الأول إنتاج أجسام مضادة في معامل الأبحاث واستخدامها مباشرة في مقاومة انتشار السرطان، وهذا النوع جاهز للتطبيق في المرحلة السريرية على المرضى التي ستبدأ في كانون الثاني (يناير) 2010، والمحور الثاني هو إنتاج لقاح مناعي صمم واختبر على حيوانات التجارب بنجاح، وهو يحفز جهاز المناعة في المرضى المصابين على إنتاج الأجسام المضادة. وما يجعل هذا النوع من العلاج المناعي واعداً ومشجعاً هو قدرته على الحد من انتشار الخلايا السرطانية، وبالتالي الحد أو التقليل من استعمال العلاج الكيماوي والإشعاعي الذي له آثار سلبية في معظم الأحيان عند استعماله على مرضى هذه الأنواع من السرطان. وأشار المقرن إلى أن النتائج التي خلصت إليها الأبحاث المتواصلة في هذا الموضوع تعتبر اكتشافاً مهماً في مجال العلاج المناعي للأورام، الذي يعتبر احدى القنوات المهمة والواعدة التي لفتت انتباه العلماء والمختصين، نظراً إلى أنها تتعامل مع الجهاز المناعي في جسم الإنسان وطريقة رد الفعل المناعي لهذه الأورام. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استقبل مطلع الأسبوع الجاري الفريق البحثي، واطلع منه على مجسم الاكتشاف الذي نشر في سلسلة من المقالات البحثية وفي عدد من المجلات الرائدة في هذا التخصص، التي كان آخرها نشرة في مجلة Neoplasia توثيقاً لنتائج هذه الدراسات المهمة في عدد آب (أغسطس) 2009، وهي مجلة عالمية رائدة في أبحاث الأورام، كما أشارت إليه صحيفة «يو أس إي توداي» الأميركية وقناةCBS News.