باريس - أ ف ب - سيرصد القمر الأوروبي «سموس» الذي يطلق الساعة الثانية فجر غد، من قاعدة بليسيتيسم الروسية الأرضَ لمسح رطوبة تربتها وملوحة محيطاتها لفهم أفضل للتغيرات المناخية. وسيجمع التيليسكوب اللاسلكي «سموس» (سويل مويستشر اند اوشين سالينتي) الموجات اللاسلكية الخفيفة التي تصدرها الطبقة الخفيفة من المياه على سطح الارض. وتطلبت التكنولوجيا التي جعلت هذه المهمة ممكنة 17 عاماً من التطوير، بحسب وكالة الفضاء الأوروبية. وأوضح يان كير المسؤول العلمي عن مهمة «سموس» في مركز دراسات الفضاء والمحيط الحيوي ان «الاحترار المناخي امر واقع» لكن انعكاساته على دورة المياه (الامطار والتبخر والتخزين وسيحان المياه وتسللها الى باطن الأرض...) لا «تزال غير واضحة». وأشار الى انه من الضروري «الحصول على معطيات افضل» لأن النماذج المناخية الحالية «عاجزة عن تصحيح ما يحصل». وأوضح ان «توافر المياه له اهمية اكبر من الحرارة نفسها» في انعكاسات تغير المناخ على منطقة معينة من العالم. ومن المتوقع ان تسمح المعطيات التي ستجمع ل «سموس» بوضع خريطة برطوبة التربة عبر مسح كل مساحة كوكب الارض في غضون ثلاثة ايام، من مداره القطبي على ارتفاع 758 كيلومتراً. وسيقوم «سموس» بقياس تفاوت مستوى الملوحة في المياه السطحية للمحيطات. ويؤثر تركز الملح في المحيطات على تنقل المياه على سطح الأرض ويقول بيار - ايف لوتراون من المعهد الفرنسي للأبحاث حول استثمار البحار ان حركة نزول المياه الباردة الى الاسفل وصعود المياه الساخنة «تنظم مناخ الأرض». وسيكون لتباطؤ دورة المياه هذه التي تحتاج الى الف عام تقريباً للعودة الى نقطة انطلاقها، انعكاسات على المناخ. والملوحة المتوسطة للمحيطات توازي 35 غراماً من الملح في ليتر من المياه. وبعد 30 يوماً من المراقبة سيكون «سموس» قادراً على رصد محتوى الملح في ليتر مياه بدقة متناهية. وبلغت كلفة «سموس» 315 مليون يورو بما في ذلك عملية الإطلاق. ويفترض ان يسمح القمر الاصطناعي الأوروبي «غوسي» الذي اطلق في 13 اذار (مارس) الماضي بمعرفة افضل للتيارات في المحيط فضلاً عن احتمالات وقوع زلازل من خلال قياس جاذبية الأرض بدقة كبيرة.