شنت الصحف الحكومية المصرية وأعضاء مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) هجوماً عنيفاً على الأمين العام ل «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، وطالبت بمحاكمته واتهمته ب «تصدير الإرهاب». وبلغ بعض الانتقادات حد نعته بألفاظ غير لائقة. وقال رئيس مجلس الشورى الأمين العام للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم صفوت الشريف إن «مصر بثقلها وتاريخها ستكون دائماً حائط الصد المنيع ضد أي اختراق من أي قوة إقليمية أو خارجية». وقال خلال جلسة خصصت لمناقشة اعتقال خلية تابعة ل «حزب الله» اتهمت بالتخطيط لاعتداءات، إن «مصر ليست مستباحة للمتآمرين من حزب الله المصدّر للإرهاب إلى أرضنا أو غيرهم، ولن تكون حقل تجارب لفكر ومخططات هذا الحزب». ووجّه حديثه إلى نصر الله قائلاً: «لقد حذرناكم وحذرنا غيركم، لكن الصمم والغطرسة أعمت عيونكم... نقول للمضللين والكاذبين كفاكم كذباً واستخفافاً بعقول الناس. إن مصر أبداً ما تخلت عن شعب غزة، وما أغلقت دونه معبراً أو منفذاً للمعونة أو المساعدة من قبل أن يبدأ العدوان وحتى اليوم، بينما يقف حزب الله وقادته في الضاحية محرضين ومثيرين للفتن وداعين إلى الفرقة والتناحر وشق الصف الفلسطيني ومُصدّرين للمؤامرات ودسائس التخريب من دون أن يقدموا شيئاً واحداً للشعب الفلسطيني». وأضاف: «إذا كان حزب الله حزباً للمقاومة كما يردد أمينه العام، فإن ذلك شأن داخلي يمارسه داخل بلده وعلى أرضها. وهو ارتكب جريمة شنعاء وتورط في عمل مدان وأعطى نفسه حقاً يتنافى والقيم والمبادئ والأعراف، وعليه أن يتحمل نتائج جريمته». وأنهى حديثه بالقول: «تبّاً لكل لسان يتطاول على مصر زوراً وبهتاناً وتبّاً لكل يد تسعى أو قدم تطأ مصر رغبة في الاعتداء على أبنائها وتدمير اقتصادها». ودان وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب في اجتماع مجلس الشورى أمس «أي عمل تخريبي يستهدف المصالح المصرية سواء وقع على أرض مصر أو خارجها». وقال إن «الشعب وممثليه والحكومة على قلب رجل واحد، ولا فرق بين الغالبية والمعارضة عندما يتعلق الأمر بأمن مصر، وأنه لا خلاف على ضرورة الدفاع عن أمن مصر. ولا يتطلب ذلك الشجب والإدانة، وإنما يتطلب الضرب من حديد ويقظة مستمرة في كل أرجاء الوطن، مع الالتزام بأحكام الدستور والقانون والأعراف الدولية ومبادئ القانون الدولي». وفنّد أقوال نصرالله، قائلاً إنه «لم يستح أو ينكر ما كان يقوم به (زعيم الخلية) سامي شهاب على أرض مصر التي دخلها بصورة غير مشروعة». وتساءل: «أي سلاح سينقله الرجل وأعوانه إلى الفلسطينيين من داخل أرض مصر؟وهل أصبحت دولتنا مستباحة يدخل إليها السلاح ويخرج منها من دون أن نعلم عن ذلك شيئاً؟». واستنكر «التصوير الساذج والتبرير بأن التهريب لمساعدة الفلسطينيين». وتساءل: «هل كان يهرب السلاح للفلسطينيين عندما كان حزب الله وراء تهريب سلاح إلى اليمن والبحرين؟». ورأى أن «فلسطين أصبحت الشماعة التي تعلق عليها كل الأوزار». ونوهت لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى برئاسة السفير محمد بسيونى ب «جهود الأجهزة الأمنية لحماية أمن الوطن والمواطن والكشف عن تنظيم حزب الله قبل تنفيذ مخططاته في الأراضي المصرية». وأكدت في بيان أن «اعتراف نصرالله بأن شهاب عضو في حزب الله يعد دليلاً دامغاً على ضلوع الحزب وزعيمه في المؤامرة ويمثل تهديداً شديد الخطورة لأمن مصر القومي». ووجهت الصحف انتقادات عنيفة إلى نصرالله، مطالبة بمحاكمته. وهاجمته صحيفة «الجمهورية» شبه الرسمية في افتتاحية احتلت صفحتها الأولى بعنوان «مجرم لا يعرف التوبة». أما «الأهرام»، فأكدت «أن ما أعلنه الامين العام لحزب الله واعترافه بقيادة شهاب خليته الإرهابية في مصر يدخله في دائرة الاتهام، باعتباره المحرض والمسؤول عن التمويل». واعتبر رئيس مجلس إدارة صحيفة «روز اليوسف» كرم جبر أنه «ينبغي أن تبدأ مصر إجراءات إحالته (نصرالله) على محكمة دولية. وينبغي على الحكومة اللبنانية تسليمه كمجرم حرب».