واشنطن - «نشرة واشنطن» - سيكون الفقراء في إندونيسيا أكثر من يشعر بآثار تغيّر المناخ، إذ ان الطقس القاسي يخرّب الزراعة ويرفع سعر الغذاء. وثمة 43 مليون مزارع وصياد سمك في البلاد هاجسهم الأكبر هو ارتفاع مستويات الفقر، والافتقار إلى الغذاء والماء، سواء أجاء ذلك من تغيّر المناخ أو من أسباب أخرى. وُيتوقع ان يعزز الاحتباس الحراري موجات الجفاف وحدّتها والفيضانات في مناطق كثيرة في البلاد. وتعرّضت إندونيسيا إلى ثلاث موجات كبرى من إعصار «إل نينيو» في الأعوام 1973 و1983 و1997 سبّبت جفافاً حاداً في المئات من حقول الرز. ويواجه مئات الآلاف من الناس الذين يعيشون في 50 قرية في ولاية وسط جزيرة جاوه شحاً في المياه النظيفة وتفاقماً في الجفاف المستمر. ويؤثر الطقس القاسي في الزراعة ويتسبب في رفع أسعار المواد الغذائية الرئيسة، كالرز، المحصول الأهم بالنسبة للأسر الفقيرة. وسيكون الإندونيسيون الذي يكسبون أقل من دولارين يومياً أول من يعاني، كما ان أعداد الفقراء ستتزايد. وتواصل إندونيسيا بث ثاني أوكسيد الكربون في الجو، ففي عام 2005، كانت إندونيسيا البلد الثالث عالمياً في هذا المجال، بعد الولاياتالمتحدة والصين، وبلغت انبعاثاتها 2.2 بليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً. وتوقعت دراسة أعدتها الشركة الاستشارية الأميركية «ماكينزي أند كومباني» لمصلحة «المجلس القومي لتغير المناخ» التابع للحكومة الإندونيسية ان انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في إندونيسيا ستزداد بنسبة اثنين في المئة سنوياً. وتوقع الأمين العام للمجلس أغوس بورنومو ان تقفز الانبعاثات إلى 2.8 بليون طن من ثاني أوكسيد الكربون بحلول عام 2020، ثم إلى 3.6 بليون طن بحلول عام 2030 في حال لم تتخذ إندونيسيا إجراءات للجمها. ومن المصادر الرئيسة للانبعاثات، أي المسؤولة عن 80 في المئة من الانبعاثات الإجمالية المتوقعة لعام 2030، إزالة الأحراج وتنظيف الأراضي التي تكثر فيها التراكمات العضوية ووسائل النقل ومحطات توليد الكهرباء. ويساهم قطع أخشاب الغابات في 850 مليون طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، ويشكل معدل إزالة الأحراج مليون هكتار سنوياً، كما ان انحسار الأحراج مسؤول عن انبعاث تبلغ 211 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً فيما حرائق الأحراج مسؤولة عن انبعاث تبلغ 77 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون.