حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس، في خطبة صلاة الجمعة أمس، من مغبة ظاهرة «تصنيف الناس وداء التشكيك بالآخرين»، وقال إن ذلك يجري من خلال «التصنيف الديني واللاديني»، مشيراً إلى ما تتداوله المنتديات الإلكترونية من «هذا مغالٍ ومتطرف، وذاك وهابي في السمع والطاعة، وآخر رجعي وصولي». وقال إن ذلك يتمثل أيضاً في النيل من علماء الشريعة، «فهذا مداهن متزلف، وذاك مرائي ومنافق، والثالث من علماء السلطان». وخلص إلى أن ذلك يحتم التوارد على «ميثاق شرف أدبي يحمي أعراض البراء النبلاء». وذكر السديس أن من أبرز تلك النزعات نصب مشانق التجريح، ووضع رموز الأمة على مشرحة النقد الهدامة، والتوثب على الأعراض. ووصف حصاد ذلك بأنه «خيوط من الأوهام، ومنازلات بلا برهان تجر إلى فتن لا يعلم عواقبها إلا الله». وأضاف: «انه كلما انبرى إمام مصلح قد يتبنى مشاريع حضارية للأمة تعيد لها أمجادها في ظل ثوابت الشريعة ومقاصد الملَّة (....)، سُلط هنا سيف التضييق المسلط أن من يباركها علماني، وآخر ليبرالي، وثالث تغريبي»، وقال إن من يقولون ذلك ليست لديهم أي بينة، وما لديهم «لا يعدو وساوس غامضة وانفعالات متوترة، وأحقاداً دفينة وتوظيفاً لسوء الظن». وحذّر السديس من أن تلك الترهات تشغل الأمة عن قضاياها الكبيرة، مستشهداً بما يحصل في المسجد الأقصى هذه الأيام، وحضّ على عدم النيل من أعراض المسلمين.