شارك أكثر من 100 طالبة، في حملة «لنتعايش بسلام» التي تنفذها كليات البنات، التابعة لجامعة الملك فيصل في المنطقة الشرقية، التي تستهدف العنف، والممارسات الخاطئة بين الطالبات (الشذوذ). وتستضيف الكليات ضمن فعاليات الحملة، التي تستمر ثلاثة أسابيع، عدداً من الباحثات والمتخصصات في هذا المجال. ولاقت الحملة، التي تنفذها «الندوة العالمية للشباب الإسلامي»، صدى كبيراً من جانب طالبات كلية الآداب للبنات في الدمام، اللاتي استمعن إلى كيفية علاج مشكلة العنف بينهن، وإيجاد حلول لتفريغ الشحنات السلبية، وتحويلها إلى أفعال ايجابية، بدلاً من افتعال المشكلات، وبث المشاجرات. وأوضحت مديرة إدارة التدريب في «الندوة العالمية للشباب الإسلامي» نهلة الرديني ل«الحياة»، أن الحملة تهدف إلى «الكشف عن الأساليب الخاطئة في التعامل بين الطالبات، وعن الممارسات غير الأخلاقية «الشاذة» بين الصديقات، ومدى التأثيرات النفسية، والآثار المستقبلية والاجتماعية لها، وكيفية إقامة العلاقة بين الزميلات، خوفاً من تحولها لعلاقة شذوذ»، مضيفة أنه «يتم تنفيذ سلسلة محاضرات مع فريق استشاري نفسي، وسيكون جل تركيزنا منصباً على مفهوم كلمة حب، والأبعاد التي تحملها الكلمة، وكيف يمكن التعامل معها، والتفريق بين الصديقة وغيرها، عبر إيضاح الدرجات والأبعاد». وقدم الفريق الاستشاري (اختصاصيات علم نفس واجتماع) المشارك في الحملة النصائح للطالبات، بعد أن استمعن في لقاء خاص، عن قصص حدثت لهن «عشن خلالها في حالات من العنف والحب غير البريء»، وكانت أبرزها قصة طالبة، تثير الخوف لدى الطالبات، وتحاول إيذاءهن، والاعتداء عليهن بالضرب والضحك والاستهتار». وأكدت الرديني أن «الحملة ستنفذ بهدف توعية الفتيات، حيث سنتناول جانباً مهماً أيضاً، وهو المشاجرات التي تحدث في أروقة القاعات وساحات الكليات، التي تنجم بسبب الحب بين الصديقات، وهذا الأمر يتطلب علاجاً واستشارات نفسية تساعد الطالبة على التمييز والتعرف على الآثار السلبية كافة». وأوضحت أن «العديد من الاستشارات ستقدم خلال الحملة، وسنرصد الحالات، ونحاول تقويم سلوكها، عبر المصارحة مع الذات، والتعرف على كيفية تفريغ مشاعر الحب المكبوتة وتأثيراته النفسية، خوفاً من حدوث العنف الفكري، وارتفاع وتيرة المشكلات بين صفوف الطالبات، لأن أنواع الحب بدأت تأخذ حيزاً بينهن»، مشيرة إلى أن البرنامج عبارة عن «سلسة محاضرات وحوارات، يتخللها الاستماع إلى شكاوى الفتيات والتعرف على همومهن، للكشف عن أسباب المشاجرات والعنف، وبالتالي رصد مشكلات الفتيات لتقديم استشارات نفسية». وتحدثت الرديني عن البيئة المنزلية ونتائج تهاون الأمهات في التعامل مع بناتهن، وطالبت الفتيات بضرورة «الابتعاد عن العلاقة المشبوهة للحفاظ على سمعتهن مستقبلاً». وأوضحت أن الحملة «تتناول كيفية بدء الحب، والتمييز بين الحب الآمن والحب غير الآمن، والمخاطر التي تقع على الطالبات في حال إقامة علاقات مع الذكور، والمخاطر التي قد تحدث لاحقاً من حيث الأضرار الجسدية والجنسية، للتعرف على الحدود والضوابط خوفاً من الانغماس وراء الملذات التي لانهاية لها، ومعرفة التصورات والخطوات التدريجية التي قد تحصل، ودور الأسرة في ذلك، والأسباب التي قد تؤدي بالفتيات إلى التهلكة دون علم الأسرة، وربما تكون الأسرة سببها». يذكر أن الندوة نظمت حملتين توعويتين في كلية الآداب استفادت منها أكثر من 2000 فتاة، وتهدف إلى تعزيز الهوية الإسلامية في نفوس الفتيات، لإيجاد شخصية متميزة أخلاقياً وفكرياً وسلوكياً.