أعلن رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية استعداد حكومته للحوار مع الادارة الأميركية الحالية والرئيس باراك اوباما، مرحباً بفتح حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة القادرة على احداث الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال هنية للصحافيين خلال لقائه في مكتبه في مدينة غزة أمس وفداً من أطباء أميركيين ومتضامنين أجانب يزورون قطاع غزة حالياً إن «الإدارة الأميركية قادرة على إحداث استقرار في كل المناطق، خصوصاً في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إذا تحركت في شكل متوازن». وأضاف أنه «لا يوجد حرج لدينا من إجراء حوار مفتوح مع الإدارة الأميركية الحالية»، لافتاً الى وجود «جو من التفاؤل من الإدارة الأميركية الجديدة». وجدد اشارته الى «اللغة الجديدة لأوباما»، لكنه دعا الى «أفعال وليس أقوال فقط حتى يجد الشعب الفسطيني دعماً حقيقياً لمطالبه المتمثلة في إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف». وتأتي تصريحات هنية في وقت يشعر فيه الرئيس محمود عباس بالاحباط من مواقف ادارة اوباما وعدم قدرتها على الزام اسرائيل وقفاً تاماً للاستيطان في الأراضي الفلسطينية استناداً الى خطة «خريطة الطريق» التي تدعمها اللجنة الرباعية المؤلفة من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. وبدت تصريحات هنية وكأنها رسالة موجهة الى اوباما وادارته بأن «حماس» والحكومة التي تقودها في غزة يمكن أن تكون بديلاً محتملاً لعباس وحركة «فتح» في المفاوضات السلمية في المنطقة. وأكد هنية أن «حماس ليست ضد السلام، بل هي معه»، مشيراً إلى أنها «مع السلام الحقيقي العادل الذي يُعيد للشعب الفلسطيني حقوقه ويُنهي الاحتلال عن أرضه». وأوضح أن حكومته «انتُخبت من الشعب الفلسطيني، وهي لا تواجه أي مشاكل مع الشعب الأميركي لأنه شعب قادر على أحداث استقرار في كل مناطق العالم، بما فيه قطاع غزة لو تحرك بالشكل المناسب ولم يكتف أو يتراجع عن مواقفه المعلنة». ورحب بزيارة الوفد الطبي الأميركي، شاكراً له خدماته الإنسانية والاجتماعية، ومعتبراً أن هذه الزيارة «تحمل دلالات خاصة، وتشير إلى أن قطاعات واسعة من الشعب الأميركي، رافضة تماماً لحصار غزة والحرب الأخيرة التي شُنَّت عليه». وقال: «تابعنا باحترام التظاهرات والمسيرات التي خرجت من أميركا تضامنًا معنا»، مشيراً الى أن «العديد من الوفود الغربية زار القطاع، واطلع على حجم معاناته التي لم تحدث لأحد على مدار التاريخ، فهو محاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات». وفي شأن الانتخابات التشريعية، أعرب هنية عن اقتناعه «بقواعد اللعبة الديموقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة»، مستغرباً «عدم احترام وتقبُّل الذين يطالبون بها». وقال إن «الشعب الفلسطيني عوقب لانتخابه نواب حماس في انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها».