اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك تصريحات الرئيس بشار الأسد في زغرب أول من أمس بأنه وشعبه مستعدان للسلام مع إسرائيل «مهمة جداً ويجب ألا تبقى بلا رد (من إسرائيل)». وأضاف في مقابلة مطولة مع الإذاعة العبرية أن من الممكن تحقيق السلام مع سورية «ومن المهم جداً إخراجها من محور العنف بل هي حجر زاوية في أي اتفاق إقليمي مستقر». وتابع أن لإسرائيل شروطاً للسلام مع سورية، وستطلب ترتيبات أمنية مناسبة ونصب محطة إنذار مبكر وتجريد منطقة الجولان من السلاح. وكانت صحيفة «هآرتس» أفادت أمس أن رئيس كرواتيا ستيفا ميسيتش يعمل على استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية. وقالت إنه اقترح على الرئيس شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو خلال لقائه بهما الأسبوع الماضي في القدس المساعدة استئناف المفاوضات وأن تستضيفها بلاده، مضيفاً أنه يحمل رسالة من الرئيس السوري تؤكد أن سورية معنية باستئناف المفاوضات مع إسرائيل. وردّ نتانياهو على الاقتراح بتكرار موقفه القائل باستعداد إسرائيل لاستئناف المفاوضات بلا شروط مسبقة، وأن تكون مباشرة. في هذا الصدد، ذكّرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بموقف المؤسسة الأمنية الداعم استئناف المفاوضات مع سورية «بهدف إخراجها من محور الشر الذي تتزعمه ايران، وبالتالي إضعاف هذا المحور». وأضافت أنه في موازاة هذه الرغبة فإن سورية لا تزال تسلّح «حزب الله» بوسائل قتالية متطورة، ما يقلق الجيش الإسرائيلي. وتابعت أن القلق الإسرائيلي الرئيس هو من نقل بطاريات صواريخ مضادة للطائرات متطورة ل «حزب الله»، خصوصاً من طراز «SA-8» من ايران إلى سورية ومنها إلى «حزب الله». وتعتبر إسرائيل حصول الحزب على مثل هذه البطاريات «خطاً أحمر». إلى ذلك، تطرق باراك في حديثه الإذاعي إلى الملف الايراني فقال إنه يجدر الانتظار لرؤية ما إذا كان الايرانيون سيوافقون على الاتفاق المتبلور مع دول الغرب في شأن تخصيب اليورانيوم خارج ايران. واعتبر ان قبول ايران الاتفاق «سيعيد سيرورة تخصيب اليورانيوم إلى الوراء بنحو سنة لأن الايرانيين سيضطرون إلى التخلي عن بعض المخزون الذي في حوزتهم»، لكنه أبدى قلقاً من ان الاتفاق يقر لإيران بحقها في تخصيب يورانيوم في أراضيها لأغراض سلمية «وإن كان بمستوى منخفض». وقال إن «هذا وضع إشكالي، لذلك سنوضح لأصدقائنا ان إخراج التخصيب من ايران جيد، لكن مهم جداً الإصرار على وقف تام للتخصيب في ايران، سواء في المواقع القائمة أو في الموقع الذي تم الكشف عنه أخيراً». وعن مصير المفاوضات مع الفلسطينيين، قال باراك إنه يجب الدفع بكل قوة نحو مسار السلام مع رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) «الذي أعتبره خلافاً ل (الرئيس الراحل ياسر عرفات)، شريكاً ومع الشريك (الرئيس باراك اوباما)»، مضيفاً أن نتانياهو يدرك حجم المسؤولية الملقاة عليه، وأنه ناضج للسلام أكثر مما يُعتقد، «وأثبت ذلك في خطاب بار ايلان مؤكداً أن رؤية هذه الحكومة تقوم على حل دولتين للشعبين، إسرائيل دولة يهودية وصهيونية وديموقراطية وآمنة إلى جانب دولة فلسطينية قادرة على الحياة». وزاد أنه شخصياً يحرص على ألا تفوّت الحكومة الإسرائيلية أي فرصة لتحقيق السلام.