توقع جولات الحرب التي تشهدها محافظة صعدة اليمنية منذ خمس سنوات، ضحايا وإصابات بين الأطفال، كما تزج ببعضهم في جبهات القتال. وإزاء الأوضاع المأسوية التي تعيشها الأسر النازحة، تداعت بعض المنظمات المحلية الناشطة إلى مد يد العون للأطفال والأسر المتضررة. وقالت الأمين العام للمؤسسة، مريم الشوافي: «نعمل على عدد من البرامج الهادفة لحماية الأطفال، ومنهم أطفال محافظة صعدة»، موضحة أن عمل «شوذب» في المنطقة يتم بالتنسيق مع بعض المنظمات المعنية مثل المنظمة السويدية وجهات حكومية. وتقول إن الهدف الرئيس هو حماية الأطفال المتضررين من الحروب وإعادة تأهيلهم نفسياً. وتبيّن دراسة ميدانية نفذتها «شوذب» في صعدة، أن أربعة آلاف طفل زج بهم في الحروب وبعضهم يؤخذون من مدارسهم. وافتتحت المؤسسة مركزاً في صعدة لتدريب الآباء والأمهات على التعامل مع الأطفال الذين أصيبوا بعاهات نفسية وجسدية في الحرب. وتحاول الاستفادة من اتفاق عقدته مع «مستشفى الثورة» في صنعاء لمعالجة الأطفال ضحايا التهريب، بغرض زرع أطراف اصطناعية للأطفال المصابين في الحرب. كما وزعت أدوية في مخيمات النازحين. وتعمل «شوذب» على أربعة محاور، هي: التعليم وحماية الطفل والصحة ونشر حقوق الطفل. وتتلقى دعماً من بعض المنظمات العالمية، مثل اليونيسيف والاتحاد الأوروبي. وتذكر الشوافي أنه وعلى رغم محدودية الإمكانات، ظلت المؤسسة تنشط إيماناً منها بواجبها تجاه المجتمع، وهي من أولى المؤسسات اليمنية التي تناولت قضية تهريب أطفال يمنيين إلى خارج الحدود، وأنتجت أفلام كرتون للتوعية، منها «عودة احمد» ويحاكي قصصاً واقعية سجلت في منطقة حرض الحدودية لطفل عائد. وتحاول الحفاظ على حياة الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة، خصوصاً في ظل استمرار الضائقة الاقتصادية التي يواجهها البلد. وكشفت الشوافي عن مشروع تنفذه «شوذب» يدور حول ثقافة السلام والحوار وتقبل الرأي الآخر بما هي ثقافة ينشأ عليها الفرد منذ الصغر ويعنى بغرس قيم الديموقراطية والحوار والتسامح. ويتضمن إطلاق حملة إعلامية كبيرة وندوات ومحاضرات تتناول مفهوم الحوار وتقبل الرأي الآخر. وسبق للمؤسسة أن دربت مراسلين صغاراً في خمس محافظات وزوّدتهم الوسائل اللازمة من كاميرات وآلات تصوير، لنقل أخبار الأطفال، الحسن منها والسيىء، ومن ذلك رصد حالات العنف التي يتعرض لها الأطفال، في محاولة لإشراك الصغار في مختلف الأعمال، بما فيها رسم الخطط. كما نفّذت «شوذب» حملات ضد حمل السلاح وانتشاره.