سُجن يي بيغانغ، وهو عامل في مصنع تونغانغ، في الأسبوع الماضي. وتقول سلطات منطقة جيلين أنه اعترف بالمسؤولية عن ضربات وجهها الى شان غويجن أودت بحياته. وفي 24 تموز (يوليو) الماضي، سارت تظاهرات في تونغووا، في مقاطعة جيلين (شمال شرقي الصين). فالعمال اعترضوا على إعادة هيكلة الشركة، وتقليص عدد عمالها. وانهال آلاف العمال من مصنع تونغانغ بالضرب على المدير العام الجديد. ووجهت انتقادات كثيرة الى لجنة إدارة الاستثمارات العامة والمشرفين عليها في محافظة جيلين، واتهمت بتجاهل الحوار مع العمال. وكانت اللجنة أشرفت على بيع الشركة. وقضية الشركة هذه معقدة. وحريّ بالشركات العامة الاعتبار بها في حال قررت بيع أسهمها الى شركات خاصة، والتزام أواليات تعاون وحوار مع العمال، والإعداد لاستقلال الدائرة التي تعنى بمصالح العمال في الشركات العامة عن الشركة المقترح بيعها، لتمثيل العمال والدفاع عن مطالبهم. وهذه مسألة حيوية في عصر الإصلاح الاقتصادي الصيني. وشركة تونغانغ كانت، الى وقت قريب، شركة تملكها الدولة. وعلى رغم اقتسام النقابة والإدارة ومجلس الإدارة ولجنة الحزب الشيوعي، العمل الإداري لم تكن النقابة ولا هيئة تمثيل العمال مستقلتين عن الإدارة. وبعد تقليص عدد العمال، باعت مجموعة تونغانغ شطراً من اسهم الشركة، في 2005، الى مستثمرين خاصين. وعيّن هؤلاء مديرين يمثلونهم في الشركة. وعندما اتُخذت قرارات بتغيير بنية الشركة لم يضطلع أحد بمطالب العمال أو يدافع عنها. وبرزت خلافات بين ممثلي أصحاب الأسهم القدماء والممثلين الجدد. وفقد العمال ثقتهم في ممثلي الحكومة، ولم يرق لهم أن تُعدّل بنية العمل في الشركة من جديد. فرفضوا التعاون مع الإدارة، وأعلنوا إضراباً مفتوحاً. وفي الأعوام الأخيرة، كانت صناعة الحديد مزدهرة، والنزاعات مع العمال قليلة. ومع تباطؤ عجلة الاقتصاد في النصف الثاني من 2008، برزت مشكلات كثيرة. ومضى أصحاب الرأسمال العام، ومستثمرو القطاع الخاص، قدماً في مشاريعهم من غير احتساب الأوضاع الاقتصادية الجديدة وأحوال العمال. * مديرة تحرير الصحيفة، «كايجينغ» الصينية، 20/10/2009، إعداد م.ن.