كنت جالساً أتناول فنجان شاي على رصيف مقهى ملاصق لمسرح «الكوميدى فرانسيز» في باريس، ففوجئت بالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مع بعض رجال السياسة الفرنسيين السابقين يدخلون المقهى لتناول القهوة وهم واقفون تماماً كما كنا نفعل في (مقهى) البن البرازيلي بجوار سينما ميامى في القاهرة أيام زمان، لم أكن قد رأيته على الطبيعة منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي حينما كان مرشحاً لمنصب عمدة باريس. أزحت الجريدة التي كنت أطالعها ورحت استرجع الأحداث التي مرت علي كمواطن مصري عادي خلال تلك السنين في باريس. هالني أنني اشتركت في خمسة انتخابات لاختيار رئيس للجمهورية، مرتين الرئيس الراحل ميتران ومرتين الرئيس شيراك، والمرة الأخيرة الرئيس الحالي نيكولا ساركوزى. لم نعد نرى كثيراً الرئيس السابق شيراك والسياسيين في وسائل الإعلام، كما كان الحال في الماضي على رغم ان شيراك عضو في المجلس الدستوري. وها هو الآن أمامي يعيش حياته كمواطن عادي، ببساطة رئيس جمهورية سابق على المعاش.