طهران – رويترز، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر»، «برس تي في» – اعتقلت السلطات الباكستانية 11 عنصراً من «الحرس الثوري» الايراني بتهمة انتهاك حدودها، بعد ايام على اعلان احد قادة «الحرس» ان قواته تنتظر أمراً من القيادة السياسية لملاحقة اعضاء جماعة «جند الله» على الاراضي الباكستانية، بعد تنفيذها تفجيراً انتحارياً في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي ايران الاسبوع الماضي، أسفر عن مقتل اكثر من 40 شخصاً بينهم 15 من «الحرس الثوري». وأعلن مسؤول امني حدودي باكستاني ان عناصر «الحرس الثوري» اعتُقلوا في منطقة مشخل الحدودية مع ايران، مضيفاً: «انها مسألة مهمة. اننا نحقق في سبب عبورهم الى أراضينا». وقال مسؤول باكستاني آخر، ان مسؤولين حدوديين ايرانيين ابلغوهم ان انتهاك الحدود كان غير مقصود، وحصل بعدما شن «الحرس الثوري» عملية ضد عناصر «جند الله» قرب الحدود. وأشار مسؤولون باكستانيون الى ان عناصر «الحرس» محتجزون، وموعد إطلاقهم ليس واضحاً. وكان الجنرال محمد باكبور قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» قال الاسبوع الماضي ان قواته تنتظر أمراً من القيادة السياسية لملاحقة اعضاء «جند الله» في باكستان، مؤكداً ان «الحرس الثوري سيخرج هذه الجماعة الارهابية من مخابئها ويقضي عليها». وأضاف ان الحكومة الباكستانية «لم تبدِ أي تعاون بالنسبة الى جماعة ريغي الارهابية، ولم تتخذ أي خطوات عملية في هذا المجال»، معتبراً انه «ليست هناك اي مراقبة على الحدود الباكستانية، والباكستانيون لا يسيطرون على حدودهم». وتتهم طهران اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية والباكستانية بدعم «جند الله»، وتطالب اسلام آباد بتسليمها زعيم الجماعة عبد الملك ريغي. لكن باكستان تؤكد انه في افغانستان. جاء هذا التطور الامني بعدما شرح وزير الداخلية الايراني مصطفى محمد نجار نتائج زيارته لباكستان التي اختُتمت الاحد الماضي، مشيراً الى «التوقيع على اتفاق أمني بين البلدين يشمل التعاون الحدودي والتصدي لتهريب الافراد والمخدرات وغسيل الاموال والجرائم المنظمة وجرائم الانترنت، والاتفاقات الحدودية وتبادل المعلومات». وأعرب عن «امله باجتثاث جذور الارهاب في المنطقة، عبر التعاون مع الحكومة الباكستانية»، معتبراً ان «ايرانوباكستان ضحيتان للارهاب، وعلينا من خلال التعاون الاقليمي مع باكستان ودول المنطقة، العمل لتوفير امنها المحلي». وأضاف انه «تم خلال الزيارة التذكير» بالتفجير الانتحاري في سيستان، و «استخدام الارهابيين الاراضي الباكستانية للاضرار بمصالح إيران». وأكد أن «الاجهزة الامنية الايرانية توصلت الى كل الخيوط التي تؤدي الى اكتشاف» المسؤولين عن التفجير، مضيفاً ان «المسؤولين الباكستانيين وبعد رؤيتهم للوثائق التي قدمناها، ابدوا استعدادهم لأي تعاون وإجراء ممكن في مسار التصدي لظاهرة الارهاب ومكافحتها». وتابع ان «حدود ايران هي اكثرها أمناً لباكستان، لذلك نتوقع ان تكون حدود باكستان آمنة لنا أيضاً». وكانت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) نقلت عن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري تأكيده لدى استقباله نجار في اسلام آباد ان «زمرة جند الله الارهابية عدوة لايرانوباكستان». وقال ان «اسلام آباد مستعدة لاجتثاث الارهاب في المنطقة، وخصوصاً اعتقال عناصر زمرة ريغي». في غضون ذلك، اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي ان «عملاء للاجانب» يرتكبون «الاعمال الاجرامية والارهابية» في ايران والعراق وباكستان. وقال لدى استقباله مسؤولي بعثة الحج الايرانية ان «الاحداث الدموية التي وقعت أخيراً في دول اسلامية مثل العراق وباكستان وأجزاء من ايران، تستهدف إثارة الفرقة والخلاف بين الشيعة والسنة. ومن هذا المنطلق، يجب ان يكون التركيز على الوحدة خلال موسم الحج، في صلب اهتمام الحجاج». وأضاف ان «مرتكبي هذه الاعمال الاجرامية والارهابية هم عملاء للاجانب سواء في شكل مباشر او غير مباشر»، مشدداً على ان «حجاج بيت الله الحرام لا يمكن ان يبقوا غير مكترثين امام ما يجري في العالم الاسلامي، لا سيما في العراق وافغانستان وفلسطين وجزء من باكستان». وحض على «إبداء الحساسية في الحج ازاء الممارسات المناهضة للوحدة الاسلامية، او المحاولات التي تتم بهدف المساس براية العالم الاسلامي الخفاقة المرفوعة في ايران». الى ذلك، أكد سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ان «نظرة ايران لمقولة احلال الامن تختلف عن النموذج الاميركي، ومبنية على العدالة وخدمة الناس والارتباط بهم».