أجمعت مواقف فريقي الأكثرية والمعارضة النيابية في لبنان على التشديد على ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن. وفي حين حذر صوت من الأكثرية من «تعميم فكرة التعايش مع الفراغ»، أعلن آخر من المعارضة أنه «ربما لدينا الأفكار التي تساعد في إقفال الباب حول العقد التي تبرز على السطح من فترة الى أخرى».وأكد وزير الاتصالات جبران باسيل أن «التيار الوطني الحر» سيسترد «ما أخذ منا برأس مرفوع وبمد اليد وبالشراكة الحقيقية»، معلناً أن «البترون تستأهل ان يتوزر فيها شخص او اثنان او عشرة». وقال في افتتاح ورشة عمل لحرفيين في البترون: «أخذ منا الكثير - ليس اليوم في هذه الحكومة انما منذ عام 1990 - ولسنا نخجل حين نقول سنسترد ما اخذ منا بكل عنفوان وبرأس مرفوع وبمد اليد وبالشراكة الحقيقية». وأمل وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال محمد جواد خليفة في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» ان تشكل الحكومة خلال الأسبوع المقبل، لافتاً الى ان «هناك وضعاً حاضناً للبنان اليوم اقليمياً من اجل تأليف الحكومة». وأوضح ان «المشكلة ليست اقليمية كلّها والكباش اليوم هو داخلي بالإجمال». وأكد خليفة ان صيام بري عن الكلام «ليس اعتزالاً بل هو عامل ايجابي لحصر الامور بالرئيس المكلف سعد الحريري للقيام باتصالات لتسوية الموضوع بعيداً من التصريحات». ولفت الى ان «لا معلومات دقيقة» عن الاجتماع الذي ضمّ أول من أمس الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون، معتبراً ان «في المفهوم السياسي المقايضات في التمثيل أمر طبيعي». ولفت عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية علي بزي الى أن «هناك الكثير من المناخات الإيجابية التي علينا الإفادة منها لحل الأزمة». وقال خلال تمثيله أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري في احتفال تدشين اتحاد بلديات بنت جبيل فرعاً للجامعة اللبنانية في حضور عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله: «نحن محكومون شئنا أم أبينا بالتوافق والشراكة في قيام حكومة وحدة وطنية تجسد إيمان اللبنانيين في وحدتهم وتوافقهم»، مؤكداً أن «مهما طال الزمن لا بد من صنعاء وان طال السفر لا بد من حكومة وحدة وطنية فعلية حقيقية». وأضاف: «كما تعاطينا في السابق بكل انفتاح ومرونة ومسؤولية في مستهل مهمة الرئيس المكلف، نتعاطى هذه الأيام بالمسؤولية الوطنية والإيجابية نفسها من اجل تسهيل هذه المهمة، وربما لدينا الأفكار التي تساعد في إقفال الباب حول العقد التي تبرز على السطح من فترة الى أخرى ولكن مع توفر الإرادة الوطنية الصادقة والقرار الشجاع والجريء وتغليب مصلحة الوطن نستطيع ان نوصل بلدنا الى شاطئ الامان». أما فضل الله، فقال: «نحن معنيون جميعاً بتعزيز الروح الوفاقية القائمة على مبدأ التلاقي والتعاون وإحلال الحوار محل التساجل»، وأضاف: «نحن لا نزال نشجع الأفرقاء بما يتيح فكفكة العقد ومعالجة الأزمات». وأعلن عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ألان عون الذي مثل رئيس التكتل ميشال عون في افتتاح مكتب «التيار الوطني الحر» في بلدة عيتنيت الجنوبية، «اننا لم نطالب الا بحقوقنا، وهم منذ اربع سنوات يتبعون سياسة التهميش والإقصاء، بينما نحن ماضون في سياسة الحوار ومد اليد للوصول الى حل مناسب لتشكيل الحكومة». وأكد عضو التكتل ناجي غاريوس في حديث تلفزيوني أن ما قاله عون في مؤتمره الصحافي الأخير «جاء رداً على تسريبات من بعض المحيطين بالرئيس المكلف وهي تسريبات مغايرة عمّا قيل في الاجتماعات بين الحريري وعون»، مؤكداً أن هدف عون كان «إعادة الأمور الى المسار الصحيح لاستمرار المشاورات والوصول إلى الحل المنشود، ولم يكن هذا التصريح رداً على قائد القوات اللبنانية سمير جعجع كما حاول البعض الإيحاء للناس». أكثرية في المقابل، حذر عضو كتلة «المستقبل» النيابية زياد القادري من أن «البعض يحاول تعميم فكرة التعايش مع الفراغ الذي ينذر بإبقاء لبنان في نفق مظلم». ولاحظ القادري خلال استقباله وفوداً بقاعية في منزله أمس، أن «المناخ الإيجابي المواكب لعملية التأليف لم يتغير، وإن كان تأثر نسبياً ببعض المواقف التي صدرت في الأيام الماضية، والتي حاول من لا يريد قيام حكومة وفاق وطني»، مؤكداً أن «لا عودة الى الوراء، طالما أن الاتصالات لم تنقطع، وما زالت مستمرة في شكل مكثف، وبأجواء إيجابية، لأن ما تم البناء عليه منذ الاستشارات - 2 لا يمكن أن يتبخر نتيجة موقف من هنا، أو موقف من هناك». وأكد أن «من يراهن على يآس الرئيس المكلف أو اعتذاره مجدداً لن يحصد إلا الخيبة». وشدد القادري على أن «الرئيس الحريري يملك من التصميم والصبر والحكمة والدعم الشعبي ما يدفعه الى المضي قدماً في ابتداع الحلول، وتدوير زوايا التأليف، وإيجاد المخارج للأزمة الحكومية، وفق ما تنص صلاحياته الدستورية بالتنسيق مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وصولاً الى تثبيت الاتفاق على توزيع الحقائب والأسماء، بما يرضي جميع الأطراف، ويعكس التوازن السياسي الذي فرضته نتائج الانتخابات النيابية». وإذ أشار الى أن «موعد تأليف الحكومة لن يتأخر، وبات قريباً»، رأى أن «النجاح في تأليف حكومة وفاق وطني، بعد تذليل كل التعقيدات والعقبات، يعد انتصاراً للبنان، ولن يكون انتصاراً لطرف على آخر». من جهته، أكد عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي خالد ضاهر، ان «الحكومة العتيدة ستبصر النور في اقرب وقت على رغم كل المعوقات ومحاولات التعطيل سواء على المستوى الاقليمي او المحلي للحصول على مكاسب». وأشار ضاهر خلال استقباله وفوداً في دارته في ببنين، الى «ان اعتذار الرئيس المكلف عن التشكيل من جديد غير وارد»، معلناً أن «ولادة الحكومة ستكون قريبة لأن الحكومة حاجة وطنية ولا يستطيع احد ان يتحمل مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، وان المسؤولية تقع على الجميع والرئيس المكلف سيقوم بكل الخطوات الدستورية والقانونية الكفيلة بتشكيل الحكومة». وحول التباين في مواقف المعارضة من التشكيل وموقف النائب سليمان فرنجية، قال ضاهر: «موقف فرنجية ايجابي ويدل على تحمل للمسؤولية وعلى الحرص على تشكيل الحكومة لأن تشكيلها مصلحة وطنية للجميع».