أكد مدير مركز أمراض الدم الوراثية في الأحساء الدكتور أحمد السليمان، أن الأولوية «ستكون لكل من مرضى فقر الدم المنجلي، والسكر، والفشل الكلوي، ومرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيماوي في أخذ اللقاح المخصص ضد أنفلونزا الخنازير»، وعزا السبب في حال مرضى فقر الدم، إلى «وجود خلل وضعف في المناعة لديهم، ما يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالفيروس». ونفى وجود «إصابات أو وفيات بهذا المرض بين المصابين بفقر الدم في المحافظة». ونوه السليمان إلى أن «الحاملين لمرض فقر الدم المنجلي في الأحساء تبلغ نسبتهم 30 في المئة، وهي النسبة الأعلى بين المناطق، في حين تتباين نسبة المصابين، بين 1،02 في المئة، في مواطني المحافظة، الذين يتجاوز عددهم مليون نسمة». وأشار إلى «خطورة زيادة نسبة الحاملين للمرض في الأحساء، ما يهئ إلى ظهور حالات إصابة أكثر بين أفراد المجتمع»، ونفى «وجود، دراسة تكشف أثر فحص ما قبل الزواج، في تراجع الإصابة بالأمراض الوراثية في المواليد الجدد»، بيد أنه، أشار إلى إيجابيات هذا الفحص، مثل «ما حققه من توعية بالأمراض الوراثية، وما ينتج عنها من مشكلات، ومدى خطورتها، وقال: «ثمة تراجع، في حالات الاصابة، بفقر الدم، لدى المواليد، بيد أننا نفتقر للإحصائية»، مؤكداً أن «الاستجابة لنتائج فحص ما قبل الزواج، بلغ حتى الآن 30 في المئة بين المواطنين»، قائلاً: «تغيير سلوك الناس وأفكارهم يحتاج إلى أعوام عدة». ونوه إلى أن «أمراض فقر الدم مزمنة، ما ينتج عنها، صعوبة علاجها»، وأرجع السبب إلى انها وراثية، وليست فيروسية أو جرثومية»، لافتاً إلى بعض الصعوبات، مثل: «حاجة مرضى فقر الدم المنجلي والتلسيميا، إلى نقل دم بين حين وآخر، خاصة الأخيرين، الذين يحتاج بعضهم إلى نقل دم كل أسبوعين، أو ثلاثة أسابيع، أو أربعة». وأكد «توافر الدم، وحرص وزارة الصحة، وبنوك الدم على إجراء أحدث الفحوصات، والتحاليل عليه، للتأكد من خلوه من الفيروسات، والجراثيم، والطفيليات، حتى لا تنتقل للمريض من خلاله، ما يتسبب أحياناً في تأخير صرفه». وأشار إلى «التوقف عن جلب الدم من الخارج، منذ أكثر من عشرة أعوام، ما حد من انتقال الأمراض الخطرة إلى المصابين»، معبراً عن أسفه لأن «طبيعة مرض فقر الدم المنجلي، تجعل من الألم، صفة ملازمة للمريض، تستدعي العلاج عبر المسكنات، ما ينتج عنه تعلق من جانب بعض المرضى بهذه الأدوية، واصرارهم على نوع مخصص منها، ونشوب خلاف بينهم والفريق المعالج، في تشخيص نوبة الألم، وذلك من أجل الحصول على جرعة أكبر»، كما أن «عدم التنسيق بين بعض المستشفيات، يتسبب في تحايل هؤلاء المرضى للحصول على الجرعة، من أكثر من مصدر طبي». ونفى «وجود إحصائية لعدد المصابين بالأنيميا في المملكة، وإنما تتوافر نسب فقط». وكشف السليمان عن «إقامة أول ندوة حول أمراض الدم الوراثية، في محافظة الأحساء تبدأ اليوم، تحت عنوان «الندوة الوطنية لأمراض الدم الوراثية»، يشارك فيها عدد من مستشاري أمراض الدم الوراثية، من مختلف مناطق المملكة، يناقشون من خلالها «أحدث ما استجد من دراسات حول المرض، ومدى تقدم فرصه العلاجية، ونجاح فحص ما قبل الزواج»، وقال: «إننا في حاجة إلى إقامة الندوة بسبب انتشار الأمراض الوراثية، في كثير من مناطق المملكة»، واعتبر «مناقشة هذا الأمر، مهماً للاختصاصيين في المرض، وكذلك للخطط المستقبلية لوزارة الصحة».