سجلت مدارس المنطقة الشرقية نسبة رفض كبيرة لأولياء أمور الطلاب لتطعيم أبنائهم، وصلت في بعض المدارس إلى أكثر من 90 في المئة في الوقت الذي أكد فيه استشاري الأمراض الوبائية أن التطعيم «من الضرورات الملحة لتحاشي الموجة الثانية من الوباء، التي من المتوقع أن تبلغ ذروتها في الفترة بين ديسمبر وفبراير المقبلين»، مشيراً إلى أنها في العادة «تكون أكثر فتكاً من المرحلة الأولى». وبدأت مدارس البنين الأسبوع الماضي توزيع أوراق التطعيم الخاصة ب «أنفلونزا الخنازير» على الطلاب، على أن تنطلق الحملة غداً السبت، حيث اشتملت الأوراق على خانتين، إما بالموافقة على التطعيم أو الرفض، بيد أن الغالبية العظمى رفضت إعطاء التطعيم لأبنائهم. وأكد المرشد الطلابي للمرحلة الابتدائية عبد الحميد آل شلي أن «90 في المئة من طلاب المدرسة رفض ذووهم إعطاءهم التطعيم». وقال: «بدأنا بتوزيع الأوراق على الطلبة يوم الثلثاء، على أن تعطى التطعيمات يوم السبت المقبل، وقد توقعنا أن يكون هناك رفض من جانب البعض، وليس الأغلبية كما حصل، وقد عمدنا إلى الاحتفاظ بالأوراق الخاصة بالتطعيم، بتوقيع ولي الأمر كي لا تكون هناك حجة لبعض الأسر في حال إصابة أبنائهم بالفيروس». وأشار إلى أن «الإعلام ساهم كثيراً في بث الخوف من اللقاح، وآثاره الجانبية، لذا واجهنا الرفض من الغالبية». وقال: «لقد واجهنا الرفض من الطلبة أيضاً، وأخذوا يطرحون للمعلمين الآثار الجانبية له، التي سمعوا عنها أو قرأوها على الانترنت». من جهته، أوضح استشاري الأمراض الوبائية الدكتور حاتم الهاني أن «الوباء عادة يأتي على شكل موجات، ما لم يتم السيطرة عليه، ويزداد ضراوة مع ازدياد الموجة، لذلك ينصح باتخاذ أقصى وسائل الحماية منه، وفي مقدمتها التطعيم وبقية وسائل الوقاية الأخرى». وحول الخوف من التطعيم، أشار إلى أن «الإعلام الالكتروني قاد حملة تشكيك كبيرة في اللقاح، انعكست سلباً في هذا الأمر، خاصة مع الفكر السائد بعدم خطورة «الأنفلونزا»، في حين أن وباء «أنفلونزا الخنازير» أشد فتكاً على الأشخاص الذين لديهم استعداد للمرض، أو يعانون أمراضاً أخرى خطرة». وأوضح أن الأسئلة التي تثار حول طلب الموافقة المسبقة لإعطاء اللقاح، الذي لم يعتد عليه الناس مسبقاً، «أثار بعض الشكوك في صحة الإدعاء ضد التطعيمات، زاده الاختلاف حول التطعيم في الجهاز الصحي داخل المملكة، وبعض الأطباء ومنسوبي الجهاز الصحي يحملون الهواجس نفسها تجاه اللقاح، ما زاد من حالة الشك»، مشيراً إلى «ضرورة التوعية بأهمية اللقاح وفوائده، والمشاركة الفاعلة لرموز المجتمع المختلفة في حملة التطعيم، حتى نتمكن من صياغة النموذج المقبول في المجتمع، وكذلك الخروج بتوصية واضحة ومحددة من جانب وزارة الصحة، وهيئة الدواء والغذاء السعودية حول اللقاح وفائدته وأمانه، بالإضافة إلى التعجيل بإنزاله إلى الناس، مخافة أن يؤدي التأخير إلى الإيحاء بالتردد، ما يزيد الشكوك حوله»، مؤكداً أن المملكة «سعت جهدها للحصول على اللقاحات، وهي تبذل المزيد من أجل حماية الناس من مخاطر الوباء». وأشار إلى ضرورة «استخدام الإعلام المرئي في نقل صور حية من العالم والدول المتقدمة بشكل خاص، توضح استجابة الناس إلى حملات التطعيم، وقبولهم باللقاحات. وكذلك بحث إمكانية جعله إلزامياً في بعض المناطق، مثل الحج والعمرة، وجعل تصاريح الحج مشروطة بأخذ اللقاحات، وكذلك إلزاميته على الكوادر الطبية ضمن إستراتيجية الأمن الصحي للمجتمع». وحول الإجراءات المتوقع أن تتخذها وزارة التربية والتعليم حيال الرفض الواسع من جانب أولياء الأمور للتطعيم، أشار إلى أهمية القيام بحملة واسعة وسريعة لجميع منسوبي التعليم في هذا الخصوص، تتولاه الطبقة العليا في الوزارة. وأشار المعلم في المرحلة المتوسطة عبدالعظيم الضامن إلى أنه «عند بدء توزيع الأوراق على الطلبة، كانت إجاباتهم حاضرة بالرفض، وان عدداً قليلاً فقط منهم وافق عليه»، مضيفاً «الموافقة يشوبها بعض الخوف والقلق، والتساؤلات لبعض المعلمين، ومدى التأكد من سلامته على المدى الطويل، وأخبرناهم أن عليهم سؤال مختصين في هذا المجال، وان ما علينا هو جمع الأوراق ورفعها للصحة المدرسية، للبدء في إعطاء التطعيمات». وأشار أحد المعلمين في المرحلة الثانوية إلى أن «عدد طلاب المدرسة يفوق الألف طالب، وبين كل 300 طالب، هناك حالة موافقة واحدة فقط على التطعيم»، مضيفاً «إن طلاب المرحلة الثانوية كبار بما يكفي لاتخاذ قرار التطعيم من عدمه، إلا أننا ركزنا على ضرورة إعطاء الورقة لولي الأمر، مع كتابة معلومات عنه، وأرقام الهواتف الخاصة به»، مضيفاً «لاحظنا عدم وجود قناعة من الأسر والطلاب بخصوص العقار». فيما بدأت مدارس البنات للمرحلة الابتدائية بتوزيع الأوراق على الطالبات يوم الأربعاء، وبدأت الأمهات بتبادل النقاش والتحاور فيما يتعلق بالموافقة على العقار من عدمها، بيد أن الغالبية العظمى تميل إلى الرفض، كما عللوا سبب الرفض بأن التطعيم اختياري، وهو دليل على عدم أهميته، وإلا لكان إجبار ياً كباقي التطعيمات الأساسية، كما ان رفض التطعيمات بسبب ما سمع عنه من آثار جانبية.