يعتبر أهالي مدينة البصرة (490 كلم جنوب بغداد) في جنوب العراق أن عودة دار سينما «اطلس» الى العمل مجدداً، مؤشر جديد على تحسن الوضع الأمني على رغم استمرار المحظورات التي شملت هذه المرة تجنب عرض الافلام الرومانسية وصور الابطال «الذكور» خوفاً من ردود فعل بعض الأحزاب المتطرفة. وكان الافتتاح الاول للدار تم من دون اعلان مسبق أول ايام عيد الفطر بعرض مجموعة من أفلام الحركة والرعب جذبت عدداً كبيراً من المراهقين والعائلات. الا أن الوضع ليس مستقراً دائماً، اذ يقول صالح عبدالغني أحد المسؤولين في سينما «أطلس» أن الخوف ما زال يكتنف الكثير من الناس من دخول الصالة ومنهم من يدخل لفترة قصيرة ولا يجرؤ على البقاء طويلاً. ويضيف :«نراقب بدقة حركة الداخلين إلى صالة العرض إضافة إلى اجراءات التفتيش خصوصاً الأكياس التي يدخلها الرواد معهم لأننا ما زلنا نتخوف من بعض المحاولات الانتحارية، وهناك فئة من الجمهور لا تدخل الصالة الا بعد التأكد من عدم وجود أي خرق أمني». ويلفت إلى أن «ترويج الأفلام كان مهماً بالنسبة الينا حيث اخترنا الصور التي لا تثير أي نوع من الحساسيات لدى بعض الجماعات التي نعلم جيداً أن نفوذها ونشاطها قد انحسر في محافظة البصرة، فلم نعمد الى نشر صور البطلات، خصوصاً في واجهة الدار، خوفاً من أي رد فعل قد يودي بحياة المئات اضافة الى الخسائر المادية». وابتعد عبدالغني عن عرض الافلام الرومانسية التي تحوي مشاهد ساخنة خشية ان يُتهم بنشر الرذيلة، كما مارس دور الرقيب على عدد كبير من لقطات الافلام التي تتنوع بين المصري والتركي والأميركي. وقبل دخوله إلى صالة العرض تحدث علي حسن (26 سنة) عن مغامرة العودة الى ارتياد صالات العرض قائلاً: «سألت أصدقاء لي كانوا ارتادوا الصالة عن الوضع الأمني تحديداً فأجابوني بأنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق ولكن مع ذلك يبقى دخولي عبارة عن مجازفة». ويشير إلى أن «الوضع الأمني حالياً في البصرة وإن شهد استقراراً على مستوى أعمال الميليشيات إلا أن عصابات السرقة ما زالت تمارس نشاطها». علي صادق (30 سنة) يجد في إعادة افتتاح صالة «اطلس» مؤشراً على التحسن الأمني ولكنه يقول إن «إغلاق دور السينما خلال السنوات الماضية لم يكن بالسلاح فقط بل بالفكر أيضاً». ويضيف: «كانت الجماعات المتشددة تشن حملة تشهير ضد مرتادي السينما، وكانت أكثر الاتهامات تتحدث عما يقدم فيها من أمور تخل بالآداب ما جعل العائلات تمنع أبنائها من الذهاب إلى صالة العرض حتى بعد اعادة افتتاحها». وكانت دور السينما في البصرة تحولت خلال السنوات الماضية إلى مخازن للمواد الغذائية لكونها تقع في سوق العشار وهو أكبر سوق في البصرة والحال ذاته، شمل صالة «سينما الوطني» أكبر صالات العرض في البصرة التي ما زالت مغلقة وسط وعود بإعادة افتتاحها قريباً. ويجمع عدد كبير من رواد السينما على ان احتمال الموت وارد في أي لحظة، ويخشون العمليات الانتحارية أو التفجيرات التي تستهدف التجمعات البشرية.