واشنطن- «نشرة واشنطن» - في مبادرة من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تأسست شراكة مبتكرة جديدة بين القطاعين العام والخاص في الولاياتالمتحدة، وتشمل شركة «جنرال ميلز» الأميركية العملاقة للمواد الغذائية و «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» الحكومية و «خطة الطوارئ للرئيس الأميركي للإغاثة من الإيدز»، وشركات تجارية صغيرة في أفريقيا لاستخدام الخبرة الأميركية في التجارة والرعاية الصحّية والتنمية في تحسين الأمن الغذائي في القارة السمراء، التي يتعرض فيها من يعانون سوء التغذية لأشد تأثيرات الأمراض. والمبادرة جزء من الجهود المستمرة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزارة الخارجية الأميركية، لإشراك القطاع الخاص الأميركي في التنمية والديبلوماسية الدولية، وأطلقت في ختام المؤتمر السنوي الخامس ل «مبادرة كلينتون العالمية» في نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي. وتربط المبادرة بين الخبرة التقنية والتجارية لشركة «جنرال ميلز» و9 شركات أميركية أخرى للمواد الغذائية، وبين 200 مصنع وشركات لتصنيع المواد الغذائية الصغيرة والمتوسطة الحجم في 15 دولة أفريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى. وتصل قيمة الالتزامات فيها إلى 21 مليون دولار، ويستفيد منها 1.2 مليون مُزارع صغير ممن يمدون الشركات التجارية الأفريقية بمنتجاتهم. وتجمع «مبادرة كلينتون العالمية»، التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عام 2005، بين قادة عالميين لتقديم المشورة وتطبيق حلول مبتكرة لأصعب المشاكل والتحديات عالمياً. وقطع أعضاء المبادرة تعهدات في السنوات الأربع الماضية بلغت 1400 تعهد، قيمتها الإجمالية 46 بليون دولار وتشمل 170 دولة. ويسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تحقيق تلك الأهداف عبر رصد مساعدات أميركية تقدر قيمتها ب 3.5 بليون دولار لتحقيق الأمن الغذائي العالمي، والاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية الطارئة، إضافة إلى المساهمة في تدريب المزارعين، بخاصة النساء، على التقنيات الحديثة وتوفير المواد الخام اللازمة للزراعة. وأعلن القائم بأعمال مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ألونزو فولغام، ان هذه الشراكة تنسجم مع مهمة الوكالة الرامية إلى «حفز التنمية الاقتصادية وزيادة قدرات مصنّعي المواد الزراعية ودعم المزارعين وأصحاب المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة جنوب الصحراء الكبرى». إلى ذلك، يقدم برنامج الرئيس الأميركي ضد «الإيدز»، مواد غذائية لتحسين فاعلية علاج المرضى، ويستخدم علاقة الشراكة مع شركة «جنرال ميلز» لشراء المواد الغذائية المحلية بتكلفة منخفضة وتوزيعها عليهم. ويقدم البرنامج حالياً الأدوية المضادة للفيروس لمليوني شخص في أفريقيا. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في كلمتها أمام مؤتمر المبادرة الأخيرة: «ان انتشار الجوع على نطاق واسع يمثل تهديداً لاستقرار الحكومات والمجتمعات والحدود، فمنذ العام 2007 وقعت أحداث شغب بسبب الغذاء في 60 دولة». وأضافت أن الأمن الغذائي «ليس التزاماً أخلاقياً فحسب، إنما تلازماً لقضايا معقّدة، تلقي بثقلها المباشر على النمو الاقتصادي والطاقة وعوامل البيئة ومصالحنا الاستراتيجية، لذلك يتطلب مواجهة شاملة». وأوضحت أن الحكومة الأميركية أعدت خطة «لم يسبق لها مثيل» تستهدف تحسين أوضاع الأمن الغذائي عالمياً، لرفع معدلات التنمية، كعامل رئيس في السياسة الخارجية الأميركية.