طهران، باريس، واشنطن – أ ب، رويترز، ا ف ب، قناة «العالم»، وكالة «مهر» - جدَّد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي التأكيد امس، على رفض بلده المطلق التخلي عن حقه «المشروع والواضح» في امتلاك تكنولوجيا نووية، معتبراً ان طهران «غيّرت بعض سياسات الهيمنة لقوى الاستكبار». وقال متقي في مؤتمر صحافي ان «اجتماع فيينا يمكن ان يفضي الى اتفاق حول إمداد إيران باليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لمفاعل طهران النووي للبحوث»، معتبراً ان «الاجتماعات مع القوى العالمية وسلوكها، تظهر أنها تقبل حق إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية. إيران لن تتخلى أبداً عن حقها المشروع والواضح» في امتلاك تكنولوجيا نووية. واضاف: «ما نرغب فيه هو حقنا استناداً الى معاهدة حظر الانتشار النووي. وتقول (المعاهدة) إنه يجب تزويد الدول الأعضاء بالوقود النووي لأغراض سلمية، من الأعضاء الذين يملكون الوقود». وشدَّد على ان محادثات فيينا لا تعني تخلي ايران عن نشاطات تخصيب اليورانيوم. وقال: «هاتان القضيتان غير مرتبطين. توفير الوقود النووي بنسبة 20 في المئة، منفصل تماماً عن موضوع حق ايران بالتخصيب الذي ستواصله. هذا لا يرتبط بشراء الوقود من الخارج». واكد متقي امس ان «قوى الاستكبار فشلت في فرض مطالبها على ايران وحرف الثورة الاسلامية عن مسارها»، معتبراً ان «ايران واجهت استراتيجية الهيمنة للقوى الكبرى، وغيّرت بعض سياسات هذه القوى». ورأى ان «السنوات الأربع الماضية اثبتت صحة رؤى ايران ومواقفها»، مشدداً على «ضرورة استناد العلاقات على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة». واستبعد متقي شن هجوم عسكري على ايران، معتبراً «نسبة احتماله بدرجة صفر، على رغم ان ايران لن تغفل ولو لحظة واحدة عن الدفاع عن مصالحها ومبادئها». واعلن متقي ان ايران لا تحتاج إلى فرنسا لتزويدها بالوقود. وقال ان ايران ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها في حاجة للوقود من اجل مفاعل البحوث في طهران، مضيفاً ان «الوكالة اتصلت ببعض الدول ووافقت الولاياتالمتحدة وروسيا على المشاركة في المحادثات لتأمين الوقود». وزاد: «ستتم المحادثات مع هاتين الدولتين بحضور الوكالة الذرية. لسنا في حاجة الى كمية كبيرة من الوقود، وبالتالي لسنا في حاجة لمشاركة دول عدة. اعتقد ان هذين البلدين كافيان، ولا داعي لحضور فرنسا». وكانت وكالة «فارس» نقلت عن مصدر مقرب من الفريق الايراني المحاور في فيينا اتهامه فرنسا الاثنين الماضي ب «التقاعس في أداء واجباتها في التعاون النووي مع إيران» ووضع «العراقيل في طريق الحوار بين ايران والوكالة الذرية». وذكّرت «فارس» بالحصة التي تمتلكها ايران في شركة تخصيب اليورانيوم الفرنسية «اوروديف»، مضيفة انه «على رغم ملكية ايران ل10 في المئة من حصصها (خلال عهد الشاه)، الا انها لم تفِ بواجباتها» في تسليمها وقوداً نووياً. وادَّت تصريحات متقي حول فرنسا الى تأخير جلسة المحادثات في فيينا امس، بين مندوبي ايرانوالولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا، برعاية الوكالة الذرية. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي وصف جلسة المحادثات في فيينا الاثنين الماضي بأنها «بداية جيدة، لكن لا يزال يلزمنا كثير من العمل حول تفاصيل تطبيق الاتفاق». وعبارة «بداية جيدة» استخدمها المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي. لكن وكالة «اسوشييتد برس» نقلت عن 3 ديبلوماسيين ان اليوم الأول من المحادثات لم يكن حاسماً. وقال أحدهم ان المحادثات «لم تكن جيدة مثلما تحدث البرادعي، لكن جيدة بما يكفي لمواصلتها». واوضح هؤلاء ان إيران لم تفصح عن مدى استعدادها لنقل اليورانيوم لتخصيبه في الخارج.